|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وبعدَ سِتَّةِ أَيَّام مضى يسوعُ بِبُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنَّا فانفَرَدَ بِهِم وَحدَهم على جَبَلٍ عالٍ، وتَجَلَّى بِمَرأَى منهم." " وَحدَهم " فتشير الى الخلوة اليومية التي فيها الروح القدس يعطينا أن نرى صورة للمسيح في مجده؛ وأمَّا عبارة "على جَبَلٍ عالٍ" فتشير الى جبل غير محدد، وله دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية. فهو مكان للوحي (اشعيا 2: 2-3)؛ فالجبل يرتبط بالاقتراب الى الله والاستعداد لسماع أقواله، حيث ظهر الله لكل من موسى (خروج 24: 12-18)، وإيليا (1ملوك 19: 8-18) على جبل. حيث ان الجبل يعتبر ملتقى الرب بالإنسان، لان لاهوت إنجيل كل من مرقس ومتى هو من الأعلى الى الأسفل اي من الجبل الى البشر؛ أمَّا القديس بطرس فيصف الجبل بقوله "الجبل المقدس" (2 بطرس 1: 18)، وأمَّا تقليد قديم يعود إلى القرن الثالث الميلادي فقد أشار الى جبل طابور في الجليل كجبل التجلي". وجبل طابور او تابور لفظه يونانية تعني لمرتفع ورد ذكره عدة مرات في اسفار العهد القديم. ويعتقد بعض الباحثين بأن طابور كلمة من اللغة أوغاريت في رأس شمرا بسوريا وهي تعني النور أو البهاء، إذ كانت تقام عبادة طابور إله النور. ويقع جبل طابور في أرض الجليل في الجهة الشمالية الشرقية من مرج بن عامر على بعد 8 كم نحو الجنوب الشرقي من الناصرة ويبلغ ارتفاعه نحو 602 م عن سهل مرج بن عامر ونحو 570 متراً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، لكنه منفرد عن بقية جبال الجليل حيث أصبح في العهد القديم كنقطة استدلال (ارميا 46: 18). وفي عام 1924 جسّد المهندس بارلوتسي حدث التجلي من خلال بناء كنيسة ضخمة على آثار الكنيسة الصليبية في قمة الجبل؛ وأمَّا المسيحيون فيطلقون عليه أسم "جبل التجلي" نسبة لتجلي المسيح عليه؛ اما سكان العرب المحلِّيون فيطلقون على الجبل اسم الطور. الطور كلمة آرامية تعني الجبل، وآخرون يرون ان التجلي حدث على جبل حرمون او جبل الشيخ الذي يعلو قمته المغطاة بالثلج نحو 2743 م، وهو يبعد 19 كم شمال شرقي قيصرية فيلبس (بنياس)، ويتمكن رؤيته من أجزاء عديدة في فلسطين وهو يـتألق مثل الذهب في ضوء الشمس. |
|