فرَجَعوا بِالسَّفينَتَينِ إلى البَرّ، وتَركوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه
"تَبِعوه" في الأصل اليوناني ἠκολούθησαν(معناها يسير وراء شخص) فتشير لفظياً إلى التلاميذ الذين "جاءوا وراء يَسوع" (متى 4: 20) وهو امر أكثر من مجرد الاعتراف به مُخلصا، إنما ترك الرسل الماضي خلفهم، وتكريس مستقبلهم للمسيح ليصبحوا مُبشِّرين بإنجيله الطاهر.
ترك الرسل الأربع شباكَ الصيد ليكونوا صيَّادَي بشر سالكين دربَ التبشير ومتأبّطًين صنّارة الإيمان. وهكذا أصبحوا تلاميذ حقيقيين للمسيح من خلال إصغائهم لتعليمه، وطاعتهم لأوامره وتصديقهم لأقواله واتباعهم له.
وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف واللاهوتي سورين كيركغور " لا يريد المسيح أناسا مُعجبين به، بل أناسا يتبعونه" مبينا أهمية اختيار الإنسان والتزامه.
وهذا الاتباع يتطلب الزهد بالنفس وحمل الصليب والسير وراء يَسوع كما صرّح يَسوع "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني" (مرقس 8: 34).