|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولـمَّا فَرَغَ مِن كَلامِه، قالَ لِسِمعان: سِرْ في العُرْض، وأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد. تشير عبارة " العُرْض " في الأصل اليوناني βάθος (معناها العمق) إلى الابتعاد عن الشاطئ حيث الماء رقيق فلا يجتمع السَّمَك فيه بكثرة. والعرض يرمز إلى المغامرة مع الاتكال على قدرة الله التي تسند ضعفنا بالرغم من أنَّ الصَّيد لم يكن بالشباك في العمق بل على الشاطئ! وهنا ينتقل يَسوع من الخبرة البشريّة البحتة إلى خبرة الإيمان بكلمته الفعّالة. يعلق القديس أوغسطينوس "أن السيِّد المسيح لم يقل للصيَّادين أن يلقوا شباكهم على الجانب الأيمن ليدخل فيها الصالحون وحدهم، ولا الأيسر ليدخلها الأشرار إنما يلقونها في العمق لتحمل الاثنين معًا، فالدعوة موجَّهة للجميع لدخول شباك الكنيسة لعلهم يتمتَّعون بالحياة الإنجيليّة". السير إلى عمق البحر ترمز إلى عمق معرفة المسيح وعمق الحب وعمق الإيمان، وعمق كلمة الكرازة. وفي هذا الصدد يقول القدّيس مَكسيمُس الطورينيّ " فإنّ نصيحة يسوع لبطرس لم تقتصرْ على رمي أدوات الصيد في عمق الماء، وإنّما في إرساء كلمات البشارة في القلوب. وقد دخل القدّيس بولس عمق القلوب عندما قال: "ما أبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه" (رومة 11: 33)" (العظة 39). كثيرا ما يطلب إلينا يَسوع أن نسير في العمق. فما هو رد فعلنا؟ |
|