|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ يقولُ هذا الكلامَ صَراحة. فانفَرَدَ بِهِ بُطرُس وجَعَلَ يُعاتِبُه "يُعاتِبُه" في الأصل اليوناني (معناها انتهر) فتشير إلى رد فعل بطرس السلبي الذي يدل انه ما زال ينظر إلى يسوع كالمسيح الممجَّد، دون أن ينظر إلى الوجه الثاني للمسيح المتألم الذي عليه أن يمرّ بالألم والموت. وهو أمر لم يتقبله الرسل. فأبدوا مقاومتهم لمنطق الحب الذي ملأ قلب المسيح والذي يعني تقدمة حياته فداء عن البشر. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " نظر بطرس إلى آلام الرّب يسوع المسيح وموته من وجهة نظر طبيعيّة وبشريّة تمامًا، وبدت له هذه الميتة غير لائقة بالله وتنتقص من مجده " (العظة رقم 54 حول إنجيل القدّيس متى). لم يرَ بطرس إلاَّ جانبا واحد من صورة المسيح. كان يريد أن يصبح يسوع ملكا فقط دون أن يصير أولا "العبد المتألم" الذي تبنا عنه النبي أشعيا (الفصل 53). أدرك بطرس أن يسوع هو المسيح، لكنه الآن يتحول عن وجهة نظر الله، ويقيِّم الموقف من وجهة نظر بشرية. لم يدرك بطرس سر المسيح في عمقه بالرغم انه أطلق على يسوع انه المسيح. فهو ما زال ينظر إلى يسوع مسيحا مجيدا، في حين كان يسوع يُنبئ " بمسيح مـتألم". إن كان بطرس الرسول استطاع بإعلان إلهي أن يتعرف على "يسوع" أنه المسيح، لكنه مع هذا لم يكن ممكنًا لبطرس أن يتفهم المسيح كمخلص يُصلب عن البشرية ويقوم ليقيمها معه، إذ كان الفكر اليهودي يرفض هذا تمامًا، لهذا أسرع السيد المسيح يُصحِّح المفهوم. لم يكن بطرس، في تلك اللحظة، يهتمّ بمقاصد الربّ، بل برغباته ومشاعره البشريّة الطبيعيّة. كان يريد أن يُصبح يسوع ملكاً، وليس العبد المتألّم الّذي تنبّأ عنه أشعيا في الفصل 53. أنه لأمر خطير أن تلميذا حسن القصد لكنه غير روحي قد يصير آلة في يد الشيطان. |
|