|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
<h1 dir="rtl" align="center">الإمبراطور يقرر لصالح الأرثوذكس حول مجمع أفسس ويجمع ممثليهم إلى القسطنطينية اضطربت طموحات الأنطاكيين بصورة أكبر حينما كتب ثيئودوريت من خلقيدونية إلى ألكسندر أسقف هيرابوليس ما يلي: "لم يتركوا أي نوع من التصادق أو الإلحاح أو الحث أو اللباقة إلا واستخدموه مع الإمبراطور ومجلس شيوخه حتى يُقبل القانون النيقاوي وحده وتُرفض الهرطقة الحديثة. لكن إلى يومنا الحاضر ليس لهم أي تأثير، رغم أنهم أقسموا للإمبراطور أنه من المستحيل بالنسبة إليهم أن يتفقوا مع كيرلس وممنون. فكلما سعوا أكثر إلى الحديث عن نسطور بحماس إلى الإمبراطور ومجلس الشيوخ، كلما كانوا يتهمون أكثر بأنهم يحيدون عن تصميمهم الأول، فالعداوة ضده كانت عظيمة جدًا، وقد أعلن الإمبراطور بقرار أنه ليس لأحد أن يجترئ بالتكلم معه عن هذا الرجل مرة أخرى. لكن طالما هم هنا فإنهم سوف يشغلون أنفسهم بهذا الأب نسطور، في اقتناع أنه قد أسئ إليه. من نواحي أخرى فإنهم عمومًا يتمنون أن ينطلقوا من هذا المكان، لأنه ليس هناك أمل بعد في أي نجاح، حيث إن الحكام (الضباط وموظفي البلاط الإمبراطوري الرسميين الذين عليهم أن يحكموا بين الفريقين) يسهل نيلهم بواسطة الذهب (المال)، وهم متمسكون بأن اللاهوت والناسوت يكوِّنان طبيعة واحدة. لكن على النقيض من ذلك، فإن شعب القسطنطينية سلكوا بصورة تدعو للإعجاب، فكثيرًا ما خرجوا لملاقاة المندوبين الأنطاكيين(1). لذلك بدأ المندوبون في إلقاء خطب لهم وعمل اجتماعات للعبادة العامة معهم في الإمبراطورية العظمى أولا Aula في Rufinianum. أما رجال الإكليروس والرهبان فقد كانوا يعادونهم، وفي إحدى المرات ألقوا عليهم الحجارة عند عودتهم من أحد الاجتماعات حتى أن العديد منهم جرحوا(2). وقد علم الإمبراطور بذلك، وحينما قابل ثيئودوريت قال له: أنتم تجتمعون بصفة غير شرعية. لكن ثيئودوريت أعلن بصراحة كم هو غير عادل أن المحرومين (جماعة كيرلس) يسمح لهم بإقامة الخدمات في الكنائس، بينما تغلق الكنائس في وجوههم (كان الشعب والإكليروس وأسقف خلقيدونية من الأرثوذكس). وقال إن الإمبراطور يجب عليه أن يعمل كما عمل الكونت يوحنا في أفسس، ويمنع إقامة شعائر الخدمة الإلهية عن الطرفين على السواء. أجاب الإمبراطور قائلًا: أنا لا أستطيع أن أصدر مثل هذا الأمر لأسقف خلقيدونية، لكن بالنسبة للمستقبل أنا لا أمنع اجتماعات الأنطاكيين (بدون الافخارستيا). كانت الاجتماعات إلى هذا الوقت متكررة بكثرة، لكنهم هم أنفسهم كانوا دائمًا في خطر بسبب الرهبان والإكليروس، وكان عليهم من جانب أن يحتملوا أعمال العنف، ومن جانب آخر أن يحتملوا فتور الإمبراطور تجاههم(3). لم يمر وقت طويل حتى اختبروا ما هو أسوأ من ذلك. ففي يأس من إمكانية الوصول إلى اتفاق، عاد الإمبراطور فجأة من خلقيدونية إلى القسطنطينية دون أن يجرؤ ممثلو الأنطاكيين على أن يتبعوه، بينما أمر الإمبراطور الجانب الأرثوذكسي أن يتبعه ليقوموا بسيامة أسقف آخر للقسطنطينية بدلًا من نسطور المعزول. اضطرب الأنطاكيون(4)، الذين كانوا يتوقعون جلسات أخرى، اضطرابًا عظيمًا لهذا، لكنهم لن يفقدوا بعد الأمل في النصرة على خصومهم في المناقشة، ولذلك أرسلوا مذكرة(5) فورًا خلف الإمبراطور، الأصل اليوناني لها مفقود لكن هناك ترجمتين لاتينيتين قديمتين لها، متباينتين عن بعضهما البعض وفي مواضع كثيرة فاسدتين. لكن على العموم، فإن النص الخاص برسائل إيرينيئوس(6) Synodicon of Irenaeus أقل في فساده عن الآخر(7) حتى إننا سوف نلتزم به في الجزء الأكبر من هذا العمل(8). تبدأ الوثيقة بمهاجمة عنيفة ضد كيرلس وأتباعه، وتتهمه بالهرطقة، وتنسب إليه (كما فعل نسطور من قبل) إتاحة الفرصة لكل البلبلة عن عمد، وتضليل الآخرين بكل أنواع الوعود، حتى يهرب من العقوبة الناتجة عن أخطائه الخاصة. هنا، أضيف التأكيد بأنه كم كانت رغبة الأنطاكيين في الالتزام بالصمت، لكن كم كانت ضمائرهم تطالبهم، لأن الأمر يخص تحطيم الإيمان، أن يقدموا التماسهم إلى الإمبراطور لأنه حامي العالم بعد الله. إنهم يطالبونه إذن بالله الذي يرى الكل، وبالمسيح الذي سيدين الكل، وبالروح القدس الذي يحكم الكل خلال نعمته، وبالملائكة الذين يحمونه، حتى ينتقم للإيمان الذي يُهاجم الآن، أن يأمر بإلغاء فصول كيرلس الهرطوقية، وأن يعطى تعليماته بأن كل من وقَّع عليها، ودأب على النزاع، رغم العفو المقدم بواسطة الأنطاكيين، عليه أن يحضر الآن (إلى مناظرة جديدة عن الخلاف اللاهوتي في حضور الإمبراطور)، وتتم معاقبته بحكم الإمبراطور وفقًا للقوانين الكنسية. والإمبراطور ليس لديه أفضل من هذا ليقدمه للمسيح تعبيرًا عن شكره لأنه هو الذي وهبه انتصارات كثيرة على الفرس والبربر. علاوة على ذلك، فقد كان من اللازم أن ما يتم في الجلسات (خلافات ممثلي الطرفين) يعرض تحريريًا في حضور الإمبراطور. والإمبراطور عليه حينئذ أن يقرر ما إذا كان هؤلاء الذين أخمدوا الإيمان الصحيح، ولا يساندون عقائدهم أو يناقشوها، جديرين بأن يلقَّبوا معلمين. فقد تآمروا فيما بينهم، وعمدوا إلى إعطاء أولويات كنسية (لأتباعهم) ومراتب لعدم التقوى (الكفر)، وبطرق مختلفة أن يحطموا النظام القانوني الكنسي، إن لم يمنع الإمبراطور ذلك. كلا، سوف يرى الإمبراطور الآن، حينما يحطمون الإيمان بالمسيح، أنهم سوف ينشرون غنائم النصرة كمرتبات للغدر والخيانة. كان جوفينال أسقف أورشليم متهمًا بالتعدي (لكنهم توخوا الصمت بخصوص هذا الموضوع من قبل)، وكانت خطته بخصوص فينيقية والعربية معروفة لهم. في معارضة لهذه الجهود وضعوا آمالهم على حكم الله وتقوى الإمبراطور، ولكنهم في الوقت الحاضر، قبل كل شيء، وبصفة مطلقة، يقدمون التماسًا لصالح نقاوة الإيمان، إن هذا الذي كان له هذا المجد منذ قسطنطين، وتحت سلطان الإمبراطور الحالي امتد إلى فارس، لا يجب أن يظلم في قصر الإمبراطور نفسه. إذا كان لإنسان أن يجترئ بأن يكون غير مكترث بخصوص الدين، فهم يأملون أن يكون هذا أي إنسان سوى الإمبراطور، الذي عهد الله إليه بالسلطة على العالم كله. كانوا مستعدين لإتباع قراراته لأن الله سوف يعطيه استنارة حتى يمكنه أن يفهم الموضوع المطروح بالكامل (في المناظرة المفترضة). أما إذا كانت هذه المناظرة مستحيلة فليسمح لهم الإمبراطور إذًا بالعودة إلى إيبارشياتهم. بعد ذلك بفترة قصيرة وجهوا مذكرة ثانية إلى الإمبراطور، قدموا فيها تقريرًا من وجهة نظرهم، عن كل ما يخص مجمع أفسس واجتماع المندوبين في خلقيدونية. ويقولون فيها أن الطرف المضاد لم يدخل في أية مداولات معهم بخصوص حروم كيرلس. وقد سُمح لهذا الطرف، رغم إصراره على الهرطقة، بالدخول إلى الكنيسة في خلقيدونية وإقامة الشعائر الإلهية، بينما الأنطاكيون قد أجبروا على عدم الشركة في الأسرار المقدسة لمدة طويلة في أفسس وهنا أيضًا. وقد تحملوا الكثير إلى جانب ذلك، حتى أنهم قذفوا بالحجارة من بعض الخدام الذين تزيوا بزى الرهبان. وقد وعدهم الإمبراطور بجلسة أخرى (واحدة)، لكنه ترك القسطنطينية، وأمر الطرف المضاد رغم أنه محروم من الشركة، أن يتبعه إلى القسطنطينية، ليحتفلوا بشعائر الخدمة الإلهية وسيامة أسقف جديد للقسطنطينية(9). من جانب آخر، فإن ممثلي الأنطاكيين، لم يجرؤوا لا على الذهاب إلى القسطنطينية ولا على العودة إلى أوطانهم. كان أساقفة بنتس وأسيا وتراس Thrace وإليريكوم Illyricum وحتى إيطاليا متفقون معهم، ولن يوافقوا على تعاليم كيرلس، ونقلوا إلى الإمبراطور نص لأمبروسيوس يناقض الهرطقة الجديدة. ختامًا، فإنهم يتضرعون ألا يسمح لأي أسقف بالسيامة على القسطنطينية قبل الوصول إلى قرار بخصوص الإيمان الصحيح(10). رد الإمبراطور في مرسوم قصير موجه إلى كل مجمع أفسس -أي إلى كلا الطرفين معًا- فيه يرثى استمرار الخلاف (النزاع) ويأمر كل أعضاء المجمع بالعودة من أفسس إلى أوطانهم، وأن يشغلوا كراسي أسقفياتهم مرة أخرى. ويبقى كيرلس وممنون فقط في العزل(11). وجه ممثلو الأنطاكيين الآن مذكرتهم الثالثة إلى الإمبراطور: "لم يتوقعوا هذه النتيجة، لكن جرحهم حياؤهم، فقد حجزوا في خلقيدونية لمدة طويلة والآن يرسلون إلى أوطانهم، بينما أولئك الذين تسببوا في البلبلة والانقسام في الكنيسة يمارسون مهامهم الروحية، ويحتفلون بالخدمة الإلهية، ويقومون بسيامات، وينفقون مال الفقراء على الجنود. لكن ثيئودوسيوس ليس إمبراطور هؤلاء فقط، إنما هو إمبراطور الجانب الأنطاكي أيضًا، والشرق ليس جزءًا بسيطًا من إمبراطوريته. عليه ألا يزدرى بالإيمان الذي تعمد فيه، والذي استنزف كثير من الشهداء، والذي به انتصر على البربر، والذي يحتاجه الآن جدًا في حربه في أفريقيا. فسوف يحميه الله إذا حمى الإيمان ولم يسمح لجسد الكنيسة أن يتمزق. علاوة على ذلك، فإنهم يؤكدون للإمبراطور أن فريق كيرلس يكرر نفس أخطاء أبوليناريوس وأريوس وإفنوميوس ويتممون المهام الروحية بطريقة غير مصرَّح بها. من جانب آخر، فإن أغلب الناس، كان لا يزال لهم الإيمان الصحيح، وكانوا غيورين على الإيمان. فإن كان الإمبراطور، على الرغم من المناشدة، لن يقبل الإيمان الصحيح، إذن سوف ينفضون غبار أرجلهم صارخين مع بولس "نحن أبرياء من دمكم" </h1> |
|