|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المِلْحُ شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلحُ بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ تُمَلِّحونَه؟ فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ وَلْيُسالِمْ بَعضُكم بَعضاً "فَبِأَيِّ شَيءٍ" فتشير إلى استفهام إنكاري بمعنى انه من المحال أن يخلص التلاميذ الذين بلا نعمة ولا ينكرون ذواتهم. أمَّا عبارة "تُمَلِّحونَه" فتشير إلىالملح الذي يُزيد الأطعمة شهية (أيوب 6: 6)، ومن خواصه أن يحفظها. أمَّا عبارة "فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ وَلْيُسالِمْ بَعضُكم بَعضاً" فتشير إلىالملح كرمز كل الاستعدادات التي تسهّل وجود السلام في الجماعة: روح الخدمة والتيقظ من اجل الآخرين واحترامهم، والتجرد من الذات ومن كل روح عظمة. فالمحبة والسلام من أثمار الروح القدس (غلاطية 5: 22) وتلك الأثمار أدله على أن المتصفين بها مملحون بنعمة الروح القدس. وهكذا يقتضي موقفنا تجاه العالم التعامل معه بروح التجرد والأخوة فنعيش معهم بسلام، كما جاء في توصيات بولس الرسول "ليَكُنْ كَلامُكم دائِمًا لَطيفًا مَليحًا فتَعرِفوا كَيفَ يَنبَغي لَكم أَن تُجيبوا كُلَّ إِنسان" (قولسي 6:4). ليست الأخلاقية المسيحية تعليما في حد ذاته، بل مشاركة ليسوع في طريقة عيشه، مما يتطلب منا أن نقطع عنا ونزيل منا أشياء وأشخاص وأوضاع التي بإمكانها أن تكونَ لنا سبب عثرة. فالمسيحي الحقيقي يمتلكُ الجرأة التي تدفعه إلى مُعاكسة الميول الأنانية كيلا تصبح هذه الميول أسلوب حياة فيه. ومن هذا المنطلق لنخرج من أنفسنا ونحب القريب، ولنقطع كل ما ليس مُستحب ولننقِّي قُلوبنا من كل ما يتوجب إزالته، كي لا نخسر الاتحاد مع الله. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|