|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا انطونيوس الأنبا أنطونيوس الله لم يخلق شيئاً شريراً لنجاهد لكي لا يمتلك علينا الغضب. أو تغلبنا الشهوة. لأنه مكتوب “إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله . ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيه والخطية إذا كملت تنتج موتا” وإذ نعيش هكذا فلنأخذ كل حذرنا ، وكما هو مكتوب ” لنحفظ قلوبنا بكل حرص “، لأن لنا أعداء مروعين في غاية الدهاء ـ الأرواح الشريرة ـ ومصارعتنا معها كما قال الرسول “ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاه العالم علي هذه الظلمة مع أجناد الشر الروحية في السماوات” . وما أكثر عددها في الهواء المحيط بنا وهي ليست بعيدة عنا. ويمكن ذكر الكثيرعن طبيعتها والفوارق التي بينها. علي أن وصفاً كهذا يترك لغيرنا ممن هم أقدر منا. أما في هذا الوقت فمن المحتم والضروري لنا أن نعرف فقط حيلها ضدنا. لذلك يجب أولاً أن نعرف هذا. أن الشياطين لم تخلق بالحالة التي نعنيها عندما ندعوها بذلك الاسم. لأن الله لم يخلق شيئاً شريراً. بل حتى هي خلقت صالحة. ولكنها إذ سقطت من الحكمة السماوية فإنها منذ ذلك الوقت تعبث في الأرض فساداً. فهي أضلت اليونانيين (الأمم) بحبائلها المختلفة. ثم أنها بسبب حسدها لنا نحن المسيحيين تحرك كل الأشياء بحسب أهوائها. تصدنا عن دخول السماوات، لكي لا نصعد إلى المكان الذي منه سقطت. وهكذا تدعو الحاجة إلى كثرة الصلاة والنسك، حتى إذا ما حصل المرء ـ بالروح القدس ـ علي موهبة تمييز الأرواح كانت له القدرة علي معرفة مميزاتها ليدرك أيها أقل شراً وأيها أكثر، وما هي طبيعة جهاد كل منها… وكيف يمكن دحر وطرح الفاسد منها خارجا. لأن خبثها وحيلها كثيرة. ولقد عرف الرسول المغبوط وأتباعه أمثال هذه الأمور حينما قال “لأننا لا نجهل حيله” . أما نحن فمما قاسيناه علي أيديها من التجارب وجب أن نصلح من شأن بعضنا البعض. لهذا فإنني أتحدث كما إلى نبي عن أمور لديَّ البرهان عليها باختبارات عملية . ولذلك إن رأت الشياطين كل المسيحيين، سيما الرهبان. مجدين بابتهاج، ومتقدمين، فإنها أولاً تهجم بالتجربة. وتضع الصعاب، أي الأفكار الشريرة، لعرقلة طريقنا. ولكن لا مبرر لنا للخوف من أغراءاتها، لأن هجومها يرتد خائبا في الحال بالصلاة والصوم والإيمان بالرب. وحتى أن ارتد خائبا فإنها لا تسكت، بل ترجع ثانية بمكر وخبث ودهاء. فهي إن عجزت عن خداع القلب باللذات الدنسة صراحة اقتربت في صور مختفية مختلفة، ومن ثم حاولت أن تبعث الرعب والفزع، مغيرة أشكالها، ومتخذة صور النساء. والوحوش البرية، والزحافات، والأجساد الضخمة، وفرق الجنود. ولكن حتى إذا ظهرت بهذه المظاهر لكم فإنكم يجب أن لا تخافوا مظاهرها الخداعة، لأنها ليست شيئا، ولا بد أن تختفي في الحال، سيما إن كان المرء قد سبق فحصن نفسه بالإيمان وعلامة الصليب . ومع ذلك فهي وقحة ولا تستحي قط، لأنها إن غلبت علي أمرها هكذا هجمت بكيفية أخري، وادعت التنبؤ بالمستقبل. وأظهرت نفسها بأنها طويلة جداً بحيث تصل إلي السقف. وعريضة جداً وذلك لكي تخدع خلسة بهذه المظاهر من لم ينخدع بحجمها وإن وجدت بهذا أيضا أن النفس محصنة بالإيمان وبثبات العزيمة أحضرت زعيمها لمساعدتها. |
|