|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ في إِسرائيلَ كَثيرٌ مِنَ البُرْصِ على عَهدِ النَّبِيِّ أَليشاع، فلَم يَبْرأْ واحِدٌ مِنهُم، وإِنَّما بَرِئ نُعمانُ السُّوريّ "نُعمانُ السُّوريّ" اسم سامي נַעֲמָן (معناه نعيم) فتشير إلى قائِد لِجيش بَنهَدد الثّاني مَلكِ أرام في دمشق في أواسط سورية الذي أصيب بمرض البرص وأخذ يبحث عن علاج. فذهب نعمان إلى اليشاع. ولكن اليشاع لم يقابله، واكتفى بان أرسل إليه رسولاً حمل له رأي النبي وهو أنَّ على نعمان أن يذهب إلى نهر الأُردُنّ ويغتسل في مياهه سبع مرات، ولما عمل نعمان السوري بأمر اليشاع النبي أُبرئ في الحال من برصه وآمن بالله (2 ملوك 5: 1-14). وكما رفض شعب إسرائيل مرسلي الله (إِيليَّا وأليشاع) فذهب كل منهما إلى الوثنيين، هكذا كان الأمر مع يسوع، في حالة رفضه من قبل اليهود توجّه إلى الوثنيين (لوقا 10: 13-15). ومن هذا المنطلق، نستنتج أنَّ عدم الإيمان يُبطل إلى حد ما قدرة يسوع على صنع المعجزات (متى 14: 2). والواقع لم يستطع يسوع إجراء المعجزات لعدم إيمان الحاضرين (مرقس 6: 5)، وليس معنى ذلك أنَّ هناك علاقة نفسية، كما لو كانت ثقة المريض شرطا لنجاح علاجه، لكن إن لم يكن هناك إيمان، خلت المعجزة من كل معنى، ولا يجوز أن يُقال أنَّ هناك معجزة. وفي الواقع، مراراً ما يَطلب يسوع الإيمان قبل أن يشفي (مرقس 2: 5) أو يربط بعد المعجزة بين شفاء المريض وإيمانه (مرقس 5: 34 و10: 52). أشار يسوع أن موقفه هذا تكرَّر من قبل مع إِيليَّا وأليشاع إذ تمتع الأمم بمعجزاتهم وليس أبناء وطنهم الذين لا يستحقون. كما أهمل إِيليَّا وأليشاع اليهود وصنعا معجزات بين الأمم لانهما وجدا الأمم أحق فيها من اليهود كذلك أهمل يسوع أهل النَّاصِرة وصنع المعجزات بين الغرباء. وهنا نفهم أسلوب الله، أن الله يمنع نعمه وبركاته عمن لا يستحقها. ومن هذه الآية نستنتج أنَّ خيرات الله لم تكن يوما وقفا على الشعب المختار، إنما جاء المسيح من اجل جميع الشعوب، وأن الوثنيين هم أقرب الخلاص من اليهود الذين يَدَّعون بأنهم مؤمنون. فالمسيح هو نهاية التعصب العرقي، لأنه جاء لفداء لخلاص الجميع بغض النظر عن العرق والجنس. |
|