|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن يسوع برجوعه صراحةً إلى ما وراء شريعة موسى أي إلى مقصد الخالق على ما جاء في كتاب التكوين (مرقس 10: 6-7)، يؤكد الطابع المطلق في الزواج، وعدم قابليته للانفصام (متى 19: 9). الله نفسه هو الذي يُوحَد الرجل والمرأة، مضيفا على اختيارهما الحر تكريساً يفوقهما. إنهما أمامه "جسد واحد"، ولذا فإن الطلاق الذي كان يتغاضى عنه "بسبب قسوة القلوب "، ينبغي حظره في ملكوت الله، حيث يعود العالم إلى كماله الأصلي. فمنذ بدء الخليقة، جعلهما الله ذكرا واحدا وأنثى. وجمع الله بين الاثنين على الحب مدى الحياة. وما جمعه الله لا يفرقنَّه الإنسان. وهكذا انطلق يسوع إلى أصول الزواج وقدسيته بحيث هو رباط ديني لا ينفصم، ووحدة جوهرية لا تنفك، ورفعه يسوع إلى سر من أسرار الكنيسة. ففي سر الزواج يعطى الروح القدس للزوجين أن يصيرا جسدًا واحدًا في المسيح ويجمعهما الروح القدس في محبة روحيّة، يرمز اتحاد هما إلى اتحاد القائم بين الله وشعبه، وبين المسيح كنيسته (أفسس 5: 21-33). لذلك الزواج المسيحي وثاق أبدى، ولا رجوع فيه إذا استوفى شروطه. فالعروسين يحصلان على النعمة ولكن إن أهملا جهادهما الروحي تنطفئ النعمة التي حصلا عليها في سر الزواج كما جاء في تعليم بولس الرسول " ومن لا يجاهد يطفئ الروح" (1 تسالونيقي 19:5). هل يستطيع الزوجان أن يصونا هذه النعمة ويستمرا في جهادهما؟ وأمَّا استثناء "حالة الزنى" (متى 19: 9)، فلا يُبرر الطلاق (مرقس 10: 11 -12، لوقا 16: 18، َ 1 قورنتس 7: 10-11)، وإنما يتعلق دون شك بطرد القرينة غير الشرعية، أو بالحري بانفصال لا يمكن أن يتبعه أي زواج آخر. ومن هنا جاء خوف التلاميذ أمام صرامة الشريعة الجديدة بقولهم ليسوع: "إِذا كانَت حالَةُ الرَّجُلِ مَعَ المَرأَةِ هكذا، فلا خَيرَ في الزَّواج" (متى 19: 10). يحسن بالمجتمع أن يهتدي بتعليم الرب الإيجابي في الزواج لا طلاق فيه، لان الطلاق يُهدد الحياة الشخصية وحياة الأسر وبالتالي المجتمع. والمؤيدون على الطلاق لا ينتمون إلى المسيح. لأنه لا وجود للطلاق في لغة المسيح؛ إنما الوجود كله للحب والسعادة بين الزوجين وللوفاق والاتفاق، وللأمانة والوفاء وللاستمرار في الوحدة ما جمعه الله حتى الموت طلبا لبركته وعملا بمشيئته. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|