|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تميز موقف يسوع أمام السلطة السياسية بمرونة أكبر. فهو يعترف باختصاص قيصر "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله "(متى 22: 21)، ولكن ذلك لا يجعله يتغاضى عن الظلم الواقع من قِبل ممثلي السلطة "تَعلَمونَ أَنَّ الَّذينَ يُعَدُّونَ رُؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأَنَّ أَكابِرَها يَتَسَلَّطونَ علَيها " (مرقس 10: 42). فعندما يَمْثُل أمام الحاكم بيلاطس البنطي، لا يشكّك في سُلطته التي يعرف أصلها الإلهي، وإنما يفضح ظلمها الذي يذهب هو ضحيته كما صرّح يسوع له " لو لم تُعطَ السُّلطانَ مِن عَلُ، لَما كانَ لَكَ علَيَّ مِن سُلْطان، ولِذلِكَ فالَّذي أَسلَمَني إِلَيكَ علَيه خَطيئَةٌ كبيرة " (يوحنا 19: 11)، ويقرّ لنفسه بمملكة ليست من هذا العالم "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم"(يوحنا 18: 36). ومن هذا المنطلق، إن ملكوت المسيح يختلف كلّيّاً، بتأسيسه وأهدافه وموظفيه عن مملكة العالم. أولا هو لا يعتمد لا على قوّة ولا على سلاح " لَو كانَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم لَدافعَ عَنِّي حَرَسي لِكي لا أُسلَمَ" (يوحنا 18: 36). ثمّ هذا الملكوت ينتشر بين البشر وعلى الأرض بكلِّ هدوء، وهو لكلِّ البشر، يقبل كل إنسان يؤمن بالله الخالق، ويعترف، بأنّ يسوع هو الابن المخلِّص. وفيه تتجلّى المساواة والعدالة والمحبّة والسّلام. |
|