بينما كان يسوع وتلاميذه سائرين في الطريق إلى اورشليم أعلن لهم مرة ثالثة عن موته وقيامته. وبهذا الإعلان جعل يسوع تلاميذه يستشفون آلامه وموته كتتويج لرسالته، ومع ذلك فما زالوا يتعلقون بمسيح مُمجد وقدير يُلبِّي طموحاتهم، فدنا إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى يطلبان أن يتخذا المكانة الأولى في ملكوت المسيح "اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ" (مرقس 10: 37).
لا يزال هذان الرسولان وباقي الرسل يعيشون عقلية عصرهم. فهم يسعون إلى اعلى المناصب في السلطة ولا يعلمون أن ملكوت المسيح ملكوت روحي، والدخول فيه يتطلب كأسا من الموت ومعمودية الدم. فحاول يسوع أن يدلهما على الطريق التي توصلهما إلى المجد في ملكوته ليس فقط عن طريق العذاب والموت بل أيضا عن الخدمة. العالم يميل الناس إلى التسلط والرئاسة، ويستغلون كل نفوذ شخصي ليحصلوا على رفعة ذاتية. أمَّا في الملكوت فالعظمة تنبع من الخدمة المتواضعة والبذل في سبيل الآخرين.