وأَمَّا الجُلوسُ عن يَميني أَو شِمالي، فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه، وإِنَّما هُوَ لِلَّذينَ أُعِدَّ لهم)).
تشير عبارة" فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه" إلى مبادرة الله الآب حيث انه هو ينبوع كل صلاح. أن المسيح في مجيئه الأول أتى لخلاص الناس ودعوتهم للإيمان والتوبة. أمَّا في مجيئه الثاني فهو سيأتي ليدين (متى 31:25-34) لذلك لم يُحدِّد المسيح في مجيئه الأول من يجلس عن يمينه ومن يجلس عن يساره في الملكوت، بل أراد إن يبقى في خدمة أبيه وخدمة الناس (متى 24: 36). وظل يسعى فيما هو لأبيه (لوقا 2:49) كابن طائعٍ لمشيئته أبيه السماوي (متى 26: 42). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "مع أنه هو الذي يدين، لكنه يظهر بهذه العبارة بنوته الأصلية". إن توزيع الأماكن هو عمل الآب وليس عمل يسوع، يوزِّعها الله بحسب الاستحقاق وليس لاعتبارات الناس. ويعلق القدّيس أمبروسيوس" يمكننا أن نفهم عبارة " فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه" بمعنى آخر وهو أنّني قد جئتُ لكي أعلِّم التواضع. ما جئتُ لأُظهِر العدل بل لأقدّم حنوًا، أي أنه ليس وقت لتقديم الإكليل".