|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالا لهُ: ((اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ)). تشير عبارة "اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ " إلى طلب الأخوين يعقوب ويوحنّا، مرتبتي الشرف الأسمى رغبة في الحصول على المراكز الأولى، وعلى المسؤوليّات العليا وعلى المجد الأعظم، وذلك لبسط نفوذهما وسلطتهما على الآخرين. طلبا مركزين، ليسا لمجرد الشرف، بل من اجل مركز الصدارة كوزيرين حول الملك، واحد عن شماله وآخر عن يمينه، ويشاركا يسوع في سلطته الذي يحكم بها (متى 19: 28). ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "، لقد أراد يعقوب ويوحنّا، من خلال رغبتهما في الحصول على المراكز الأولى، أن تكون لديهما سلطة على الآخرين. لذا، اعترض الرّب يسوع على هذا الادّعاء وفضح أفكارهما السريّة قائلاً: إن كنتم تطمحون إلى المركز الأوّل وإلى المجد العظيم، يجب أن تبحثوا عن المركز الأخير وأن تجتهدوا لتصبحوا الأكثر تواضعًا والأكثر صغرًا بين الجميع. كونوا بعد الآخرين. هذه هي الفضيلة التي ستمنحكم الشرف الذي تطمحون إليه" (عظة ضدّ الهراطقة). ما كاد يسوع يُعلن كيف سيُرفَض ويتألّم (مرقس 10: 32-34) حتى أتيا يطلبان أن يعطيهما السلطة، كما لو أنّهما لم يسمعا أو يفهما شيئًا ممّا قاله. إن هذا الطلب يُظهر أن أفكار الرسولين ما زالت في الملُك الأرضي، وهي فكرة خاطئة عن ملكوت المسيح؛ فكانا يعتقدان مثل غيرهما أنّ يسوع زعيم سياسي سيؤسّس مملكة زمنيّة جديدة، بديلةً من المملكة الرّومانيّة الوثنيّة المحتلّة لأرضهم. ولم يفهما الإنباءات المتكررة الواضحة عن آلام المسيح وموته كما جاء في تصريح يسوع لهم "أَما تَفهَمونَ هذا المَثَل؟ فكَيفَ تَفهَمونَ سائرَ الأَمثال؟" (مرقس4: 13)، حيث انهما ظنا أن يسوع يريد أن يؤسس ملكوتا ارضيا ويُحرِّر إسرائيل من ظلم روما، ولذا أراد يعقوب ويوحنا أن يفوزا بمراكز عالية فيه، بالرغم من الإنباء الواضح عن آلام المسيح وموته الذي أعلنه الرب للمرة الثالثة في نفس ذلك الوقت. ما زال التلاميذ يتعلقون بمسيح ممجّد، وقدير هو الذي سوف يلبي طموحاتهم. لكن ملكوت يسوع ليس من هذا العالم بل في قلوب أتباعه وحياتهم، والتلاميذ لم يفهموا ذلك إلاَّ بعد قيامته من بين الأموات. لكن موت المسيح حطَّم منطق البشر الذين يتزاحمون على المراكز الأولى التي تُعطيهم القوة والسلطة والتسلط على الآخرين. تلميذ يسوع الحقيقي هو المدعو إلى السير وراء يسوع، وليس أمامه، أو بجانبه شمالا أو يمينا. الم يقل يسوع "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي" (متى 16: 24). لقد نسيا أنّهما تلميذين وليسا وزيرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مرقس 10: 37) قالا لهُ: اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك |
أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ |