يريدُ يسوع أن يزدادَ الأعمى شوقًا إليه من خلالِ صرخة صلاته، حيث أنه بها يعدَّ نفسَه لإدراكِ وقبولِ ما يريدُ أن يمنحَه إياه. لأنَّ هبتَه كبيرةٌ جدًّا، أكبرُ ممّا يقدرُ أن يُدرِكَ. ولهذا قال لنا بولس الرسول: "افتَحُوا قُلُوبَكُم" (2 قورنتس 6: 13). وإنَّه يزدادُ كفاءةً لتقبُّلِ ما يطلبه بقدرِ ما يزدادُ فيه صدقُ إيمانِه، وثباتُ رجائِه واضطرامُ شوقِه. صلَّى الأعمى بصرخة شديدة واضحة لينبَّه نفسه بهذه الصلاة الخارجية وليحثَّ نفسه على الصلاة. لقد صلَّى بصرخة يُسندها الإيمان والرجاء والمحبة. وفي هذا الصدد قالَ الرسول بولس: "لا تَكُفُّوا عَنِ الصلاة" (1 تسالونيقي 5: 17).