فَانَتهَرَه أُناسٌ كثيرونَ لِيَسكُت، فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح: ((رُحْماكَ، يا ابنَ داود!))
"فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح" فتشير إلى صراخ الشحَّاذ الأعمى إلى إلحاحه الذي يدل على حاجة عميقة تتميز بالتصميم؛ بالرغم من حاجز الجماهير المحيطة بيسوع. وهذا الصراخ هو أول تعبير عن الإيمان. وضع هذا الشحاذ الأعمى رجاءه في المسيح فصرخ بلا خجل ليجذب انتباه يسوع. لذا على المرء أن يصرخ أكثر وأكثر. هذه تعلمنا اللجاجة في الصلاة بإيمان.
يُعلق القديس كيرلس الكبير:"لتفهموا من هذا يا أحبائي أن الإيمان يدخل بنا إلى حضرة المسيح، ويقدمنا إلى الله (الآب) فنُحسب مستحقين لكلماته". مهما كانت حالتنا ميؤوس منها، يمكننا أن ندعو يسوع بإيمان وهو يعيننا. أما عبارة "رُحْماكَ، يا ابنَ داود!" فتشير إلى صرخة مكررة تشكل صلاة تدل على اعتراف إيمان وطلب خلاص.
يعترف الأعمى بيسوع مسيحا قادرا أن ينحني برحمته على ضعفه واحتياجاته. وستهتف الجموع مثله خلال دخول يسوع إلى اورشليم "كانَ الَّذينَ يَتَقَدَّمونَه والَّذينَ يَتبَعونَه يَهتِفون:
((هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ؛ تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! هوشَعْنا في العُلى!" (مرقس 11: 9-10).