يريد يسوع منا أن نُحبّ القريب بحبّ خدمة. والخدمة مزدوجة، في العدل وفي الإحسان. بالعدل نُعطي القريب كلّ ما يخصّه. ولا يمكن انتزاع كلّ ما يخصّه منه. وبالمحبّة نعطيه كلّ ما هو لنا. نعطيه إيّاه لأنّه بحاجة إليه. يلزمه من أجل أن يعيش كإنسان. يجب إعطائه كلّ ما يسمو بإنسانيّته. فإذا توقّفنا عند ما هو أساسي، لحياة البؤس، ولحياة الشدّة، فمن المؤكّد أنّنا لا نحبّه بموجب وصيّة الربّ. كما نريد رفعة أنفسنا، هكذا ينبغي أن نرغب للآخرين ونحبهم. وتعلق الأم تريزا "لا يتعلّق الأمر بما نخدم، بل بالحبّ الذي يدفعنا إلى القيام بذلك. لذا، فإنّ الأشخاص الذين لا يعرفون كيفيّة إعطاء المحبّة وكيفيّة تلقّيها، هم أفقر الفقراء، مهما كانت ثرواتهم طائلة".