|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة)) تشير عبارة "أفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة" إلى قول صَموئيل: "أترى الرَّبَّ يَهْوى المُحرَقاتِ والذَّبائِحَ، كما يَهْوى الطَّاعةَ لِكَلام الرَّبّ. إِنَّ الطَّاعةَ خَيرٌ مِنَ الذَّبيحة، والانقِياَدَ أَفضَلُ من شَحمِ الكِباش" (1صموئيل 15: 22). لا يستنكر صموئيل عبادة الذبائح بوجه عام. ولكن الطاعة الباطنية هي التي تُرضي الله، لا الرتبة الخارجية. وإن أقام الإنسان هذه الرتبة خلافا لما يُرضي الله، كان إكرامه لغير الله ووقع في عبادة الأوثان كالعرافة والترافيم (التكوين 31: 19-30، 1 صموئيل 19: 13). وفي الواقع، قاوم الأنبياء التمسك بالشكليات في العبادة، مثل من يظن أنه أتمَّ ما عليه لله لأنه مارس بعض الرتب الطقسية (ذبائح وصوم)، وأهمل أبسط وصايا العدالة والاجتماعية ومحبة القريب (أشعيا 1: 10-16)؛ وشدَّد أيضا صاحب المزامير على المشاعر الباطنية التي يجب أن تستوحي منها الذبائح (الطاعة والحمد والندامة) "ذَبيحةً وتَقدِمَةً لم تَشأ لَكِنَّكَ فَتَحتَ أُذُنَيَّ ولم تَطلبْ مُحرَقةً وذَبيحَةَ خَطيئة. حينَئِذٍ قُلتُ: هاءَنَذا آتٍ فقَد كُتِبَ علَيَّ في طَيِّ الكِتاب هَوايَ أَن أعمَلَ بِمَشيئَتِكَ يا أَلله شَريعَتُكَ في صَميمِ أحْشائي" (مزمور 40: 7–9). وبكلمة أخرى، أدرك الكاتب أن المحبة من القلب والطاعة أفضل من كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة (1صموئيل 15: 22). |
|