|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعادَ يسوعُ إلى الجَليلِ بِقُوَّةِ الرُّوح، فانتَشَرَ خَبَرُه في النَّاحِيَةِ كُلِّها. تشير عبارة "عادَ" إلى لجوء يسوع إلى الجليل على أثر تجربته (لوقا 4: 1-12)، وأما متى ومرقس ذكرا عودة يسوع إلى الجليل على أثر سجن يوحنا المعدان (متى 4: 12، مرقس 1: 14) دلالة على انصرافه أمام الخطر الذي يهدِّد حياته. وما ذكره يوحنا في إنجيله يُبيَّن علة ظاهر الاختلاف المذكور، وهو أن يسوع ذهب إلى الجليل مرَّتين: الأولى على أثر معموديته وتجربته (يوحنا 1: 44)، والثانية بعد ذلك بوقت آخر (يوحنا 4: 1)، فذكر إنجيل لوقا عودة يسوع الأولى وذكر إنجيل متى ومرقس عودة يسوع الثانية. أمَّا عبارة "الجَليلِ" اسم عبري הַגָּלִיל (معناه دائرة أو مقاطعة) فتشير في الأصل إلى الموقع الجبلي لسبط نفتالي (2 ملوك 15: 29)، وفي هذا القسم كان يُقيم كثيرون من الكنعانيين (قضاة 1: 30-33)؛ وتفيد عبارة "جليل الأمم" أن هذا القسم كانت تقطنه غالبية من الأمم (متى 4: 15) وامتد اسم الجليل حتى شمل كل منطقة يزرعيل. وفي أيام هيرودس الكبير أصبحت الجليل جزءاً من مملكته وتحوَّلت كلها يهودية. وبعد موته صارت إلى هيرودس، رئيس الربع. وكانت في القسم الشمالي من بين الثلاثة الأقسام التي قُسِّمت إليها فلسطين في زمن المسيح في عصر الدولة الرومانية. وكانت هذه المنطقة خصبة جدّاً وكثيرة السكان. وكان بها خليط من الأجناس أدى إلى نبرات خاصة في لغتهم كما هو واضح في الأناجيل (مرقس 14: 70 ولوقا 22: 59)، سكنها قديماً أربعة أسباط وهم: يساكر، زبولون، نفتالي، وأشير. وكان الاعتقاد أن شعب الجليل لا يمكن أن يكون منه نبيٌ (يوحنا 7: 41-52) غير أن معظم رسل المسيح كانوا من الجليل. وكان يسوع يُعرف أنَّه الجليلي (متى 26: 69) وفيها نشأ وترعرع وخدم في حدودها الشرقية عند بحر الجليل وداخل منطقتها في كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم ونايين وقانا والناصرة. وقيل عن بطرس أنه جليلي أيضا ولهجته تُظهره (متى 26: 69). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|