|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صار كل هذا عليَّ ( تك 42: 36 ) ليس غريبًا أن توجد الصعاب في عالم يفتخر بحكمته وبموارده، ونستطيع أن ندرك جيدًا وجود صعاب كالجبال التي لا تُرتقى أمام الشخص الذي يعيش بالاستقلال عن الله ـ بلا إله. ولكن ليس هكذا الحال مع المؤمنين لأن صعابًا كهذه لا وجود لها أمام إيماننا، كما أن لا وجود لها أمام إلهنا إذ إن الإيمان يوقن بأن الله يتداخل في كل ظروفنا فيرتبها على أحسن حال. وهل يوجد شيء واحد عسير على الله الذي يحبنا؟ أ لم يُخلِّص إلهنا راحاب الزانية، بينما كان بيتها بحائط سور المدينة، السور الذي سقط وتحطم في ذات اليوم الذي خلصت فيه؟ أوَلم يدخل يشوع وكالب إلى أرض الموعد، بينما كان في الأرض جبابرة عظام كانا أمامهم كالجراد؟ حقًا إن دخول الأرض كان صعوبة كبرى، بل أمرًا مستحيلاً أمام الجواسيس العشرة، ولكنه لم يكن صعوبة أمام الإيمان ولا أمام الله الذي يكرم الإيمان. لقد كان يوسف في أعماق السجن مجهولاً من الجميع ومنسيًا حتى من رئيس السُقاة الذي كان أولىَ من غيره بأن يتذكره، فكيف يمكن له الخروج من ذلك السجن؟ حقًا إنها لصعوبة كبرى، بل أمر مستحيل، ولكن ليس لدى الله الذي أعطاه المواعيد. ليتمثل أمامنا يوسف راكبًا في مركبة فرعون ومجتازًا في أرض مصر، والمصريون راكعون أمامه، فنتحقق أن لا صعوبة تقوم أمام الله. ويمكننا أن نأتي بأمثلة كثيرة، ولكن فيما أسلفنا الكفاية لأن نبيِّن أن الصعاب لا وجود لها أمام الإيمان وإنما قد تعرض لهم مجرد تغذية إيمانهم وتقويته. حقًا إن الأزمنة صعبة، وبذلك يعطينا الرب فرصة ربما تكون الأخيرة لنُظهر أنه يمكننا أن نلقي بأنفسنا بين يديه، وأننا لسنا مثل الآخرين الذين ليس لهم هذا الإيمان، ولذلك يستسلمون لليأس. من ثم يجب علينا أن لا نخاف خوف غير المؤمنين ولا نرتاع من شَبَح الحوادث التي تهددنا، بل لنقدس الرب في قلوبنا وليكن هو خوفنا. وإذا ازدادت الصعاب فلنزداد ثقة في الرب ولنسلِّم أنفسنا وكل أمورنا بين يديه وهو يعتني بكل ما يخصنا ويخص عائلاتنا وما يخص اجتماعاتنا أيضًا. لنصدق إلهنا ولنؤمن بكل تأكيدات كلمته التي كُتبت لأجلنا، وحينئذٍ لا تجري كلمة ”صعاب“ على ألسنتنا، ولن تأتي لتعكر سلامنا أو تقطع شركتنا مع الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انعم عليَّ |
أَنعِم عليَّ يا ربّ |
تَـمَّـردَ قلبي عليَّ |
إن كان عليَّ صعب فهو عليك هين |
هيقولوا عليَّ إيه لو عرفوا |