يعرف نفسه موجودا فقط في رؤية الله. في الفلسفة المؤمنة نقول ان تماسك النظام الفلكي وقاعدة ثبات الحيوان والزهر وارتباط الاشياء كلها بعضها بالبعض انما هي في ضبط الله لها اي من حيث هي كائنة في رؤيته ورضاه. المؤمن الذي وصفناه هو من عرف نفسه حيا بالله وقائمًا به وفيه وذاهبا اليه. ورجاؤه ان يثبت هذا لأن ما عداه موت. لهذا عاش هذا الانسان فوق او من فوق. يجيء دائما من الذي ينشئه كل يوم هكذا. القلوب التي تعرف سره هي التي استقرأها الرب هذه الامور المحجوبة عن عقلاء هذا الدهر.
هذا الانسان من اين يجيء سره؟ كيف يتغلب على المرض، على الحزن، على الفقر، على المقهورية، على عزلة بني جنسه، على رفض الاقربين اياه وكل الحياة ان تنتقل من العزلة الى المشاركة. كل منا لا بد له ان يتوحد مع آخر لئلا يموت اختناقا.
المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس