|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحارسون حراسات الليل وكان في تلك الكورة رُعاة مُتبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أَضاء حولهم ( لو 2: 8 ، 9) إننا إذ نتأمل في وصف الكتاب لهؤلاء الرعاة، سنجد ما يوضّح لنا أسباب اختيار الله لهم بالذات لإعلامهم بقصد الدهور، ومُشاركتهم لأسرار العلي. فلقد كان هؤلاء: (1) رُعاة: والراعي الحقيقي يتميز بكمال القلب ومهارة اليد، ويعمل جاهدًا على إطعام قطيعه وحمايته. والأمة اليهودية في ذلك الوقت بالذات كانت تعاني من كثرة الرعاة الذين يرعون أنفسهم ولم يُشفقوا على الرعية. وإذ انعدمت الأحشاء الرعوية في الرعاة الدينيين للأمة، كان هناك وميض لهذه الأحشاء يبزغ من أحشاء هؤلاء الرعاة المُتبدّين. فلقد كانوا في تعب وكد يسهرون ليلاً ويتعبون نهارًا لخير قطيعهم، فصاروا هم أول مَنْ أُعلن لهم مجد الله. (2) مُتبدين: تأتي كلمة مُتبدين a biding بمعنى ثابتين أو مستمرين، فرغم صعوبة الرعاية من شمس حارقة بالنهار وبرد قارس بالليل، ورغم ندرة المراعي والاحتياج الدائم للتنقل والترحال، إلا أنهم لم يكلِّوا ولم يتركوا الغنم، بل ظلوا ثابتين على طريقهم في صبرٍ وطول أناة، ومستمرين في عطائهم رغم كل الظروف والمُحبطات. نعم إلى هؤلاء فقط يعلن الله ذاته، إلى الراسخين وغير المتزعزعين. (3) يحرسون: تأتي كلمة يحرسون keeping watch بمعنى يراقبون، يشاهدون، يلاحظون، ونرى فيهم مَنْ هم نظّار في كنيسة الله. فلهم العيون المفتوحة لملاحظة الضعيف، ولهم النظرة الثاقبة لمراقبة الخطر القادم على الرعية. فإلى هؤلاء الساهرين المراقبين يفتح الله قلبه ويشاركهم أسراره. (4) حراسات الليل: أي أن دائرة عملهم هي الليل، وما أحلك الليل الذي نجتاز فيه الآن قبيل بزوغ كوكب الصبح المُنير، ليل حالك، ترتفع فيه أصوات الذئاب كالمعلين الكذبة، أمثال شهود يهوه والأدفنتست وغيرهم، إلا أنه لا خوف على القطيع إن وُجد بينهم حرّاس يحرسون حراسات الليل، يمسكون بعصى المواعيد الإلهية، ويلوّحون بسراج كلمة الله، فيحمون القطيع من الأخطار ويُنيرون لهم الطريق. إلى هؤلاء فقط، تستطيع السماء أن تُرسل رسائل من قلب الله. |
|