|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى تكون عودة المسيح في المجد؟ إن انتظار مجيء الرب محفوف باللبُس، بالرغم من أنَّ المؤمنين تأكّدوا بأن "يسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنهم إلى السَّماء سَيعود كما رَأَوه ذاهبًا إلى السَّماء يسوع" (أعمال 1: 11)، إلا أنهم يجهلون تماماً ساعة هذا المجيء (متى 24: 42)، ولا يعلمون اليوم الذي اقرَّه الآب السماوي " وأَمَّا ذلكَ اليومُ أَو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها"(مرقس 13: 32). فلا أحد على وجه الأرض يعرف مسبقا متى سيأتي يسوع. إنما يذكر بولس الرسول بان ذلك اليوم سيأتي كاللص، جالباً معه آلاماً مبرّحة" أَمَّا الأَزمِنَةُ والأَوقات فلا حاجةَ بِكُم، أَيُّها الإِخوَة، أَن يُكتَبَ إِلَيكم فيها لأَنَّكم تعرِفونَ حَقَّ المعرِفَة أَنَّ يَومَ الرَّبِّ يَأتي كَالسَّارِقِ في اللَّيل" (1 تسالونيقي 5: 1-2). ويرافق عودة المسيح آلام عظيمة، إأذ أعلن الكتاب المقدس عن هذه اليوم بعبارات "يوم نور" (عاموس 5:18) و"يوم غمام" (حزقيال 30: 3) "يوم ثأر" (صفنيا 1:18) "ويوم انتقام" (أشعيا 34: 8)؛ إنه "نهاية العالم " (دانيال 9: 26). في العهد القديم يُفهم "يوم الرّب" على أنّه الزمن الّذي سوف يُظهر الربّ فيه مجده وقوّته، ويهزم أعداء شعبه إسرائيل. وقد أعلن النبي عاموس أنّ "اليوم" كان يعني محاسبة إسرائيل والأمم كذلك (عاموس 5، 18-20). وأعلن يوئيل النبي أنّه في هذا "اليوم" سوف يخلِّص أولئك الّذين يكونوا قد تابوا بصدق، بينما أولئك الّذين يكونوا قد ظلّوا أعداء الرب، سواء كانوا يهوداً أو أمميّون، سوف يُعاقبون (راجع يوئيل 2). يشير "يوم الربّ" في العهد الجديد بمصطلحات مختلفة مثل "يوم الافتقاد" (1 بطرس 2: 12)، و"يوم الغضب" (رومة 2: 5)، و"يوم الدينونة" (2 بطرس 2: 9)، و"ذلك اليوم" (متى 7: 22)، و"يوم الرب" (1 تسالونيقي 5: 2)، و"يوم الرب يسوع "(1 قورنتس 1: 8)، و"يوم المسيح" (فيلبي 1: 6-10)، و"يوم ابن الإنسان" (لوقا 17: 24-26). ونصادف أيضا مصطلحين يونانيين وهما: ἀποκάλυψις" أي الظهور (2 تسالونيقي 1: 7) وπαρουσία أي المجيء الثاني المجيد (متى 24: 3). ويعني هذا المصطلح عادة "حضور" (2 قورنتس 10: 10)، أو "مجيء" (2 قورنتس 7: 6-7). وكانت تستخدم هذه المصطلحات في العالم اليوناني-الروماني للدلالة على زيارات الأباطرة الرسميّة. وبعبارة أخرى يتّضح من مصطلحات العهد الجديد بأنَّ يوم الرب يشير إلى "يوم عودة المسيح" في المجد. بينما لا نعرف زمن عودته، لكن عندما يجيء يسوع المسيح ثانية سيكون سلطانه ووجوده معلنان وواضحان لكلّ إنسان. ولن يحتاج أيّ إنسان إلى نشر هذه الرسالة لأنّ الجميع سيرونها بأنفسهم. لم يكن غرض المسيح من عدم إعلانه الساعة أو يوم مجيئه الثاني أن يثير التنبؤات والحسابات بحثا عن ذلك التاريخ، بل ليحذِّرنا للاستعداد لمجيئه. وفي هذ الصدد يقول القديس أوغسطينوس "إن كنا مستعدين، فلن يَضرَنا شيء إن كنا لا نعلم يوم مجيء الرب". ومن الخير أننا لا نعرف بالتحديد متى سيأتي المسيح، فلو أننا عرفنا بالتحديد، فقد نجرّب بالكسل في خدمتنا للمسيح، بل الأسوأ من ذلك أن نستمر في أخطائنا، ولا نرجع إلى الله إلا عند النهاية. وليست وسيلة أنجع من ترك يسوع بدون تحديد دقيق وقت رجوعه. إذ شاء الله أن يُبقي موعد مجيئه الثاني غير مُحدّد ليعطينا وقتاً طويلاً للتوبة، وتركنا حيارى أمام المجهول، لئلّا يُعطي أيّ واحد منّا فكرة عن يوم معيّن. فكما حدث في أيام الطوفان، هكذا تكون ساعة الدينونة على حين غرّة وسطَ مجرى حياتنا الطبيعيّة ونشاطاتنا ومعاناتنا. يوضح لنا إنجيل متى أنَّ عودة المسيح المنتظر حين يأتي، لا يترك مجالا لأيَّ شك، حيث انه لا يوجد ما يدعو إلى القلق والاهتمام بتوقيت اليوم وتحديد ظروف ذلك المجيء لان المسيح سيكون في كل مكان عند مجيئه، ولا أحد يُفلت من الدينونة" كما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان. وحيثُ تَكونُ الجيفَةُ تَتَجَمَّعُ النُّسور"(متى 24: 27-28). لذا علينا إن نكون دوماً على أهبة الاستعداد. ميّز الكتاب المقدس بين زمن عودة المسيح وبين الزمن الحاضر. زمن عودة المسيح هو زمن إقامة الملكوت المسيحاني المجيد الذي ينتظره إسرائيل. وهذا ما نستشفه من جواب يسوع إلى سؤال الرسل: "فسأَلوه: ((يا ربّ، أَفي هذا الزَّمَنِ تُعيدُ المُلْكَ إلى إِسرائيل؟)) فقالَ لَهم: ((لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ الَّتي حَدَّدَها الآبُ بِذاتِ سُلطانِه" (أعمال الرسل 1:6-7). وهو زمن سيجلب للبشر نظام المحبة والسلام والبر (أشعيا 11/ 1-9). وقد يسأل السّاخرون "أَينَ مَوعِدُ مَجيئِه؟" (2 بطرس 3: 4). لكن في الوقت المحدّد، سيتجلّى أَبناء اللّه، والقدّيسون المحجوبون "يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم" (رومة 8: 19). أمَّا الزمن الحاضر فهو زمن الروح والشهادة (أعمال الرسل 1:8)، ولكنه زمنٌ موسوم بسمة الضيق والشدة أيضا كما ورد في تعليم بولس الرسول "وأَرى أَنَّ حالَهُم حَسَنَةٌ بِسَبَبِ الشِّدَّةِ الحاضِرة " (1 قورنتس 7: 26)، كما إنه زمن "امتحان الشر" كما أكّد بولس الرسول "مُنتَهِزينَ الوَقتَ الحاضِر، لأَنَّ هذِه الأَيَّامَ سَيِّئَة" (أفسس 5: 16) والذي يفتح صراعات الأيام الأخيرة كما يصرح يوحنا الحبيب "يا بِنَىَّ، إِنَّها السَّاعةُ هي الأَخيرة. سَمِعتُم بِأَنَّ مَسيحاً دجَّالاً آتٍ وكَثيرٌ مِنَ المُسَحاءِ الدَّجَّالين حاضِرونَ الآن. مِن ذلِكَ نَعرِفُ أَنَّ هذه السَّاعَةَ هي الأَخيرة" (1يوحنا 2: 18). يبدو إنَّ المسحاء الدجَّالين أو المسحاء الكذَّابين لم ينقطع وجودهم منذ أيام الرسل "فقَد قامَ ثودَسُ قَبلَ هذهِ الأَيَّام، وادَّعى أَنَّه رَجُلٌ عَظيم، فشايَعَه نَحوُ أَربَعِمِائةِ رَجُل، فقُتِلَ وتَبَدَّدَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه، ولَم يَبْقَ لَهم أَثَر. وبَعدَ ذلك قامَ يَهوذا الجَليليُّ أَيَّامَ الإِحصاء، فَاستَدرَجَ قَومًا إلى اتِّباعِه، فَهَلَكَ هو أَيضًا وتَشَّتَتَ جَميعُ الَّذينَ انقادوا لَه"(أعمال الرسل 5: 36-37). ويقول يوسيفوس فلافيوس، المؤرخ اليهودي" أن مزورين كثيرين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البرِّية يخدعونهم، فمنهم من جنّ، ومنهم من عاقبه فيلكس الوالي الروماني، من بينهم ذلك المصري الذي ذكره الأمير حين قال لبولس الرسول "أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيَّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاك، وخَرَجَ بِهم إلى البَرِّيَّة؟" (أعمال الرسل 21: 38). وهذا المصري وعد الآلاف أنه يهدم أسوار أورشليم بكلمة"؛ وفي نهاية الحرب اليهودية الثانية في سنة 135، أعلن عقيبه معلم المجمع إن باركوخبا هو المسيح. لذا علينا إن نبقى في ترقب وسهر "فَاحذَروا واسهَروا، لِأَنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَكونُ الوَقْت" (مرقس 13: 33-37). |
10 - 01 - 2022, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: متى تكون عودة المسيح في المجد؟
فى منتهى الروعه ربنا يفرح قلبك |
||||
|