لماذا يستخدم الكتاب لقب الابن للمسيح
1- المسيح هو قوة الله وحكمة الله (1كو24:1) وهذه القوة والحكمة نابعة، خارجة كأنها مولودة من الله باستمرار منذ الأزل وإلى الأبد. فإذا قلنا أن هناك ولادة، إذًا هناك أب والد وإبن مولود. ولقب كلمة الله يشير لأنه لا انفصال بين الآب والابن فهو كلمة خارجة بدون انفصال، فهو قوة خالقة خارجة من الآب بدون انفصال، وليس كالبنوة الجسدية إذ حينما يولد الابن الجسدي ينفصل عن أبويه. أما ابن الله فهو كلمة الله، هو في الآب، وخارج من الآب من دون انفصال، هو قوة خالقة مدبرة للخليقة تخرج (تولد) من الآب دون أن تنفصل عن الآب. وكيف ينفصل الله عن قوته أو عن حكمته.
2- الابن المولود هو من نفس طبيعة وجوهر الأب الوالد. فالإنسان يلد إنسانًا. وهكذا القوة الخالقة المولودة من الله له نفس الجوهر الإلهي.
3- تعبير الابن هو أقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور (كو15:1). والمسيح يقول من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). تعبير الابن هو أقرب تصوير بشري لعلاقة لا يُعَبَّر عنها بالكلام البشري لشرح أن الآب والابن واحد في الجوهر وأن الابن له كل ما للآب. وأن الابن هو حكمة الله الخارجة من الله الآب لتخلق الكون وهو قوة الله الخارجة من الله الآب لتحفظ وتدير الكون.
4- هو الإبن الوحيد الجنس = الإبن له طبيعة واحدة من طبيعتين: 1) طبيعة لاهوتية متحدة مع 2) طبيعة ناسوتية. وطبيعة الابن هذه لا يوجد مثلها أبدًا. فالآب والروح القدس لهما طبيعة لاهوتية فقط. والملائكة لهم طبيعة روحانية فقط. والبشر لهم طبيعة ناسوتية فقط. أما الابن فله طبيعة واحدة من طبيعتان لا مثيل لها نقول عنها الابن وحيد الجنس (مونوجينيس). والمسيح كان بلاهوته ابن الله له نفس جوهر الله. والمسيح بناسوته كان ابن الإنسان له نفس طبيعة الإنسان، ويشبه الإنسان في كل شيء ما عدا الخطية وحدها.
5- :- الابن من الناحية اللاهوتية أ) هو ليس كأبناء البشر ينفصل الابن عن أبيه بعد ولادته. ب) هو من نفس طبيعة الله وجوهره وليس مثلنا أبناء بالتبني. ج) هي بنوة روحية عقلانية وليست جسدية، أي كولادة النور من الشمس. د) هي ولادة أزلية. الآب أزلي والابن أزلي، ولا فارق زمني بين الآب والإبن. لم يوجد الآب لحظة بدون الإبن. لم يأتي الابن بعد الآب كما في العلاقات الجسدية.
6- وتعبير الابن هو أصلح تعبير في اللغة البشرية العاجزة، يشرح نسبة الكيان الإلهي الذي ظهر في شخص يسوع المسيح إلى الكيان الإلهي المعروف قبل التجسد. وهو تعبير يدل على الصلة الطبيعية بين الآب والمسيح الإبن. فليس هناك كائن آخر أقرب إلى طبيعة الوالد من ولده الذي من صلبه ومن دمه. فبين الأب وإبنه تشابه شديد. والمسيح في أحاديثه مع اليهود كان يريد إظهار علاقته مع يهوه الإله الذي يعرفونه، وأنه ليس إلها آخر من دون يهوه.
7- يقال عن الابن أنه هو الأقنوم الثاني ليس لأن الابن أقل من الآب لكن لأن البشر عرفوا الآب أولا. اليهود عرفوا الله أولا. وهم يعرفون الله بصفة كونه الآب قبل أن يعرفوه بصفة كونه الإبن. فالتجسد جاء متأخرًا في الزمان.