الولادة الأزلية للمسيح
يقول بعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج الله وينجب. فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبدًا أي مفهوم جسدي، بل هي بنوة وولادة روحية. يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء من نبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية.. فيقال أن هذا "من بنات أفكار فلان" أو أن فلان لم ينطق "ببنت شفة" فهل يتزوج العقل أو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصر فهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية. ونلاحظ في هذه الولادة من الآب فروق عن الولادة بالجسد:
1- الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. وهذا لا ينطبق على المسيح. فنور الشمس موجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله. فطالما الله موجود، فحكمة الله وقوة الله (الإبن) وروح الله (الروح القدس) موجودين.
2- الولادة بالجسد تعني انفصال الابن المولود عن كلا الأب والأم، ولكن الابن حكمة الله لا ينفصل عن الآب كما قلنا سابقًا. وإذا كان هناك انفصال فهناك تعدد ونحن نؤمن بإله واحد (قانون الإيمان). أما المسيح الابن فهو لا ينفصل أبدًا عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها. هنا الآب والابن واحد لذلك قال المسيح "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14) وقال "أنا والآب واحد" (يو30:10).