القمص تادرس يعقوب ملطي
الأنبا أغاثون
عُرف القديس الأنبا أغاثون بتدقيقه الشديد، وجهاده من أجل خلاص نفسه، وحرصه على التمتع بالحياة الفاضلة في الرب.
وإذ اقتربت ساعة رحيله من العالم بقي ثلاثة أيام في صمت لا ينطق بكلمة، ولا يتحرك، وكانت عيناه مفتوحتين كأنه يرى أمرًا قد سحب كل فكره وأحاسيسه وطاقاته.
أقامه الأخوة الرهبان، وفي هدوء دخلوا معه في الحوار التالي:
- أين أنت يا أبانا أنبا أغاثون؟
- أنا واقف أمام القضاء الإلهي!
- أتفزع أنت أيضًا من هذه الساعة؟
- على قدر طاقتي حفظت وصايا اللَّه، إلا إنني إنسان، من أين أعلم إن كان عملي يرضي اللَّه؟
- ألست تثق أن عملك مرضي عند اللَّه؟
- لن أثق تمامًا ما لم التقِ مع اللَّه، لأن حكم الناس شيء وحكم اللَّه شيء آخر.
- قل لنا كلمة منفعة.
- اصنعوا محبة، ولا تكلموني في هذه الساعة.
وللوقت اسلم الروح، ورأوا وجهه مملوء بهجة كمن يقَّبل حبيبًا له.
* هب لي يا مخلصي أن استعد لهذه الساعة.
لأترقب لقائي معك،
لأخف وأكون حذرًا.
* من أجل هذه الساعة كان أرساني يبكي كل أيام حياته.
ومن أجلها حمل كل مؤمنٍ صليبه معك.
* من يتبرر قدامك؟
دمك يشفع فيَّ!
روحك القدوس يحملني إلى الأحضان الأبوية.