|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية وثمنها فَقَالَتْ (ثَامَارُ): مَاَذا تُعْطِيِني لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟ ( تكوين 38: 16 ) كان لا بدَّ أن يعرف يهوذا جيِّدًا أنَّ هناك ثمنًا يجب أنْ يُدفع قبل أن ينال ما يبتغيه، وإنه ليس هناك متعة يُقدِّمها العالم دون أنْ يأخذ مُقابلها ثمنًا باهظًا. وماذا كان جوابه؟ «إِنِّي أُرسِل جديَ معزَى من الغنم» ( تك 38: 17 ). ونحن نعرف مِن كلمة الله أنَّ جدي المعزى هو أكثر الحيوانات التي كانت تُقدَّم كذبيحة خطيَّة، وكأنَّ يهوذا يقول لنفسه: ”إنَّ ثمن الخطيَّة التي سأقترفها هو أنْ أُكفِّر عن نفسي بذبيحة خطيَّة“! أَ لَيس أحيانًا كثيرة نفعل نحن أيضًا نظير يهوذا، بصورةٍ ما؟ إذ نُدرك أنَّ هناك أمرًا لا يجوز لنا أنْ نُقدِم عليه، ولكن لأنَّنا نُريده ونبتغيه، فإنَّنا نفعله واضعين في أذهاننا أنَّنا بعد ذلك سنرجع للرب ونعترف له، وهو إله مُحب، سوف يُسامحنا، ويصفح عن خطأنا. فما أردأ هذا الفكر! وما أشرّه! عندما نستبيح فِعل الشر، مُعتمدين في ذلك على إله كل نعمة، الذي سيقبلنا عندما نعترف له، ونطلب الصفح منه. نعم إنَّه سيقبلنا، وسيُسامحنا، لكن ما أمرّ ما سنحصده نتيجة تهاون قلوبنا وراء ميولنا وشهواتنا. ولكن لم تكن ”ثامار“ بالإمرأة الليِّنة الهيِّنة؛ إذ أجابته: «هل تعطيني رهنًا حتى تُرسله؟». يا للأسف عندما يقف يهوذا موقف المساومة والمجادلة مع مَنْ حَسِبها زانية! بل أقول يا للحسرة عندما يقف المؤمن لكي يُساوم من أجل خطيَّة أو شهوة يبتغيها! وهنا نجد يهوذا يستسلم تمامًا لها، ويقول: «ما الرهن الذي أُعطيكِ؟». وعندئذٍ تكشف ثامار عن حقيقة ما تُريده من يهوذا، فليس أقل من ”خاتمه وعصابته وعصاه“! أولاً: خاتمه: والخاتم كان له وضع خاص ومُميَّز في العهد القديم، فكان يُكتَب عليه اسم صاحبه، أو يُنقش عليه صورته. فالخاتم يحمل هويَّة وشخصيَّة صاحبه ( تك 41: 42 ؛ أس3: 10). ثانيًا: عصابته: وهي العمامة أو القلنسوَّة ( إش 3: 20 ؛ 61: 10؛ حز24: 17). ولقد كانت في ذلك الزَّمان هي زينة الرجل. ثالثًا: عصاه: وهي تُشير إلى السلطة والقيادة ( لا 27: 32 ؛ قض5: 14). وبذلك لم يَعُد هناك شيء مع يهوذا لم يُسلِّم ويُفرِّط فيه ويُعطيه لثامار، فحتى سلطانه وسيادته على نفسه لم تَعُد له. آه، ليتنا نُدرك الثمن الفادح الذي سنضطر أنْ ندفعه ثمنًا لمجرَّد لذَّة عابرة. . |
|