من الصور المعروفة والمنتشرة عند المسيحيين أن “الفقراء هم الشفعاء“، هم يتشفعون بالذي يُساعدهم. وبالتالي عندما نعمل عملَ رحمةٍ، فنحن نربح شفيعًا لنا. وتلاحظون كثيرًا كيف أنّ الفقراء يَدْعُون للذي يعطيهم: “الله يوفّقك”، “الله يعطيك العافية”، “الله يُنجّح أولادك”… هذه الدعوات هامّة جدًّا لأنّها صادرة من قلب مجروح ومن قلب صادق. فعندما نعطي، نكون نحن الرابحين. لذلك فالكتاب المقدّس يقول: “مغبوطٌ العطاء أكثر من الأخذ”. فالعطاء يحتوي على الفرح، ومَن يعتاد على هذا الفرح لا يعود يشبع منه، بل يستلذّ بأن يُعطي، لا بأن يأخذ، بعكس ثقافتنا الحاليّة التي تقوم على التملّك وعلى الأخذ. إذًا، “مَن يحبّ الفقراء، يقول الذهبيّ الفمّ، يكون كمَن له شفيع في بيت الحاكم. مَن يفتح بابه للمعوزين يمسك بيده مفتاح باب الله. مَن يُقرض الذين يسألونه يكافئه سيّد الكلّ”.
حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان