|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذًا، بُعد المحبّة في الكنيسة هو بُعد أساسي جدًّا، وفهِمَه المسيحيّون الأوائل تجسيدًا لكلمة الانجيل التي تتكلّم كثيرًا عن المحبّة وعن الخدمة للمحتاج لكلّ أنواع الاحتياجات. لذلك سأبدأ معكم بمراجعة بسيطة لمفهوم الفقر في الكتاب المقدّس، في العهد القديم وفي العهد الجديد، ومن خلاله سأذكُر بعض الاستشهادات التي يتكلّم فيها الكتاب المقدّس عن أهمّيّة العطاء والخدمة والمساعدة. في العهد القديم، حيث كان الناس لا يعرفون بُعد كمال الإيمان في المسيح، وكانت حياتهم مُركّزة على الأرض أكثر ممّا هي على الملكوت السماوي، كانوا ينظرون إلى الثروة على أنّها بركة من اللّه، والفقر هو لعنة من اللّه. ولكن كان الكتاب المقدّس في العهد القديم يشدّد على وجوب مساعدة المحتاج والاهتمام بالغريب، وخاصّةً الأرملة واليتيم والفقير. هذا الحثّ للمؤمنين في العهد القديم طال طبعًا المؤمنين الفقراء أكثر من الفقراء غير المؤمنين أي غير اليهود. إذًا، في ذلك الإطار، كان التشديد على مساعدة الفقراء، ولو أنّ الفقر هو لعنة من اللّه ودليل على عدم رضى اللّه عن الانسان. إلى أن أتى الأنبياء في العهد القديم فبدأوا بتغيير هذه النظرة، وبدأوا بِلَوم الأغنياء الذين يستغلّون مال المساكين ويغتَنون على حسابهم، ووبّخوا بقسوةٍ الذين قلوبهم قاسية ولم يكونوا يهتمّون بمساعدة المحتاجين، حتّى وصلوا مع النبيّ إشعياء الذي يقول كلامًا جميلاً جدًّا، جيّد أن نتأمّل فيه ونحن ندخل إلى الصوم الكبير. في الإصحاح 58 يقول: “أليس هذا صومًا أَختارُه الذي هو حَلّ قيود الشرّ، وفَكّ عُقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارًا، وقَطع كلّ نير؟ أليس أن تَكسر للجائع خبزَك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتكَ، وإذا رأيت عريانًا أن تَكسوه، وأن لا تتغاضى عن لحمك؟ حينئذ ينفجر مثل الصُبح نورُك، وتَنبتُ صحّتُك سريعًا، ويسيرُ برُّك أمامك، ومجدُ الربّ يَجمع خيرَك. حينئذٍ تدعو فيُجيب الربّ، تستغيث فيقول ها أنذا”. حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان |
|