|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكِنَّه خافَ عندَما رأَى شِدَّةَ الرِّيح، فَأَخَذَ يَغرَق، فصَرَخ: ((يا رَبّ، نَجِّني!)) تشير عبارة "خافَ" الى الخوف بسبب شكّ بطرس في قول يسوع وقدرة إيمانه. فالخوف هو عكس الايمان، فالإيمان يمنع من الغرق أمام الصعوبات والاضطهادات؛ عندما تصدع الإيمان وجد بطرس نفسه وحيدًا في مواجهة قوة الشر، واضطر الاعتماد على قواه التي كشفت عجزه. أمَّا عبارة "يَغرَق" فتشير الى نتيجة شك بطرس في أمر المسيح، فأخذ يغرق في الماء ولم تفِدْه معرفته بالسباحة. لقد حوَّل بطرس عينيه عن الرب يسوع الى الامواج العالية حوله، فاهتزّ إيمانه. فغلب عيانُه إيمانُه فشكَّ فغرِق. ويُعلق القديس كيرلّس الأورشليمي "الأمر الّذي يجعلنا نغرق هو قلة الإيمان؛ مشى بطرس على المياه مُطمئَّنا، ولكن عندما شك بدأ يغرق، نعم، لأن إيمانه بدأ يضعف". امَّا عبارة "فصَرَخ "فتشير الى خوفه من النجاة لشدة اضطراب البحر بالرغم من انه كان يحسن السباحة (يوحنا 21: 7)، لكنه لم يستسلم بل استعمل آخر أنفاسه لطلب النّجدة، أمَّا عبارة "يا رَبّ، نَجِّني!" فتشير الى صلاة بطرس التي تعبِّر عن حاجته. كما يقول المثل العادي: الحاجة تُعلِّم الصّلاة. ويعلق القديس كيرلّس الاورشليمي "إذا كنتَ تتصور أن فيك إيمان ولكنه ليس بالإيمان الكامل فإنه يلزَمك القول مع بولس الرسول: "يا سيدي، قوِّ إيماني". كان إيمان بطرس ضعيفًا حتى انه اخذ يغرق، لكنه كان يكفيه ان يصلي وبصراخ الى المسيح كي ينجو. انه بحاجة الى الاتكال على الله بصلاته من دون تحفظ؛ وهكذا أصبحت صلاته صلاة الكنيسة. وأصبح بطرس مثال التلميذ الذي يشكَّ في إيمانه. والنجاة هي وسيلة الى زيادة ثقتنا بالله. لنصرخ للمسيح الذي يستجيب ولا يتأخر في طلب عونه كما جاء في تعليم بولس الرسول "أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني" (فيلبي 4: 13). كان بطرس في أول امره ناقص الثبات والرزانة، ثم صار صخرا بعد ذلك بالنعمة. هل يمكن لبطرس أن يكون مثلا لنا في صلاته؟ |
|