|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نوعا الخوف | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
يقول يوحنا: "المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج" (1 يو 8:4)، فلماذا يقول النبي الطوباوي داود: "اتقوا (خافوا) الرب يا قديسيه" (مز 93: 4)؟ هذا يكشف عن نوعين من الخوف: النوع الأول أولي، والنوع الثاني خوف كامل. الأول يخص المبتدئين، والثاني يخص القديسين الكاملين الذين بلغوا إلى قامة الحب الكامل. فمن يطيع إرادة الله بسبب خوفه من العذاب يكون خوفه مبتدئًا، وأما الذي ينفذ إرادة الله بسبب حبه لله لكي يرضيه، وقد بلغ بهذا الحب إلى الخوف الكامل. وبواسطة هذا الخوف (الكامل) يخاف لئلا يفقد تلك البهجة التي يتمتع بها بوجوده مع الله ويخشى لئلا يخسرها. هذا هو الخوف الكامل، المولود من الحب، الذي يطرد الخوف البدائي إلى الخارج. |
23 - 12 - 2021, 02:13 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الخوف
لنبدأ بالخوف البدائي | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
لا يقدر أحد أن يبلغ إلى الخوف الكامل ما لم يحصل أولًا على الخوف البدائي. إذ يقول الحكيم ابن سيراخ: "رأس الحكمة مخافة الله.. كمال الحكمة مخافة الله" ابن سيراخ 16:1،2.، قاصدًا بكلمة "رأس" الخوف البدائي الذي يتبعه الخوف الكامل الذي للقديسين. يتوقف الخوف البدائي على حال روحنا، وهو يحفظ النفس من كل سقطة، إذ قيل إنه بمخافة الرب يتخلص كل أحد من الشر، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولكن الإنسان الذي يتخلص من الشر بسبب خوفه من العقاب يشبه عبدًا يخاف من سيده، وبالتدريج يبتدئ يصنع صلاحًا طوعًا. في البداية يعمل كأجير ينتظر الأجرة عن عمله الصالح. فإن استمر هكذا متجنبًا الشر بسبب الخوف كعبد صانعًا الخير على رجاء نوال المكافأة كأجير، عندئذ يقيم في صنع الخير ويصير له تذوق خاص بالخير الروحي، فلا يعود يريد الانفصال عنه. عندئذ يصل إلى عمل الابن، فيحب الخير لأجل الخير ذاته، ورغم أنه يخاف، لكنه يعمل لأنه يحب. هذا هو الخوف العظيم الكامل. |
||||
23 - 12 - 2021, 02:14 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الخوف
الجهاد في الجانب الإيجابي | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
عبَّر النبي داود عن هذا التسلسل في قوله التالي: "حد عن الشر واصنع الخير، أطلب السلامة واسعَ وراءها" مز 14:34. "حد عن الشر"، أي تجنب الشر كله عامة. اهرب من كل عمل يدفع بك نحو الخطية. لكن النبي لم يقف عند هذا الحد، بل أضاف قائلًا: "واصنع الخير". لأنه أحيانًا لا يصنع إنسان شرًا لكنه لا يصنع خيرًا. مثال ذلك لا يؤذى أحدًا وفي نفس الوقت لا يظهر أية رحمة. فهو لا يكره لكنه لا يحب. وإذ قال داود هذا أضاف: "اطلب السلامة واسعَ وراءها". لم يقل "اطلب" بل "اسع وراءها"، أي مجاهدًا لنوالها. فكر في هذه الكلمات بتدقيق ولاحظ الدقة التي أظهرها القديس، فعندما ُيوهب للإنسان أن يَحِد عن الشر، وبعون الله يجاهد لكي يصنع الخير فانه يمكن أن يكون فريسة، موضوع هجوم العدو. لذلك عليه أن يتعب ويجاهد ويحزن، مرة كعبد بدافع الخوف حتى لا يرتد إلى الشر مرة أخرى، ومرة كأجير طالبًا المكافأة عن صنع الخير. وإذ يعانى من هجمات العدو (الشيطان) يصارع معه ويقاومه بهذه الدوافع (الخوف أو طلب الأجرة)، عندئذ يصنع الخير ولكن بجهد عظيم وحزن. لكن عندما يتقبل معونة الله، ويحصل على عادة معينة في صنع الخير، يجد راحة (في صنع الخير) ويتذوق السلامة. عندئذ يختبر ماذا تعنى تلك المعركة المحزنة، وما هو معنى فرح السلامة وسعادتها. عندئذ يبدأ "يطلب السلامة" ويجاهد مثابرًا في داخله. من يصل إلى هذا الحال يتذوق السعادة (الطوباوية) التي لصانعي السلام (مت 9:5)، وعندئذ من يقدر أن يلزمه بصنع الخير إلا بقصد التمتع بالخير في ذاته؟! مثل هذا الإنسان يعرف أيضًا "الخوف الكامل". |
||||
23 - 12 - 2021, 02:14 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الخوف
كيف نقتنى مخافة الرب؟ | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
قال الآباء إن الإنسان ينال مخافة الله وذلك: 1. إن تذكر الموت والعذابات، 2. وسأل نفسه كل مساء كيف قضى يومه، وكل صباح كيف قضى الليل. 3. ولا يكون وقحًا (مهزارًا). 4. وأخيرًا إن بقى في علاقة (صداقة) مع إنسان يخاف الله . فإنه يروى عن أخ سأل ناسكًا: "ماذا أصنع أيها الأب لكي أخاف الله؟" فأجابه الناسك: "اذهب واسكن مع إنسان يخاف الله، فبسلوكه كخائف لله تتعلم مخافة الله". ونحن نطرد خوف الله عن أنفسنا بصنعنا ما هو نقيض للأمور السابقة. فلا نذكر الموت ولا العذابات، ولا ندقق مع أنفسنا ونحاسبها كيف نقضى زماننا بل نعيش مستهترين، ونصادق أناسًا ليس فيهم خوف الله، كذلك نسلك بوقاحة. وهذه الأخيرة "الوقاحة" (أو الهزل السخيف) هي أشر الكل، إذ تدمرنا إلى التمام. فليس شيء ينزع خوف الله عن النفس أكثر من الوقاحة. قال الأب أغاثون عندما ُسئل عنها: "إنها تشبه ريحًا عاصفًا شديدًا، فإذ تبدأ تهب يهرب الكل، وتقتل كل ثمار الأشجار". ليت الله ينقذنا من هذا الألم المهلك بالتمام... |
||||
23 - 12 - 2021, 09:40 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نوعا الخوف من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا على القول المبارك ربنا يباركك |
||||
23 - 12 - 2021, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: نوعا الخوف من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا جدا
الرب يباركك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفريسي والعشار من أقوال الأب دوروثيؤس |
الناموس من أقوال الأب دوروثيؤس |
المشورة في كل شيء من أقوال الأب دوروثيؤس |
من أقوال الأب دوروثيؤس |
الإدانة من أقوال الأب دوروثيؤس |