إن لعازر كان غنيا في نفسه في شعوره لما أدرك رحمة الله ومرافقة الله له, رضي بما هو عليه لم يحسد الغني على مائدته ولا على لبسه بل اشتهى الفتات الساقط من مائدته ولم يتذمر بل سكت صابرا......يقول النص (مات لعازر وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم وإما الغني مات ودفن ).
فموت لعازر لم يحسب موتا بل انتقال من عالم الفناء إلى عالم البقاء.
وهناك أمر أخر وهو ذكر اسم لعازر ولا يذكر اسم الغني وهذا يدل إن يسوع يعرف خاصته, أبناءه القريبين منه المتواضعين ولا يعرف المتكبرين لأن الله لا ينظر إلى الناس بحسب أموالهم أو عظمتهم وجمالهم بل ينظر إلى الأيمان والفضيلة والقلب. فالخلاص إذن لا يتوقف على الغنى والفقر لكن على الأيمان ونقاوة القلب ومدى ارتباطه بالله وتسليم حياتنا لله والسير وفق أرادته وهو ما نسميه الغنى الحقيقي والذي يحصل على هذا الخلاص يكون غنيا مهما كان فقيرا.