|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
7- الشعب في البرية، أتراه كان يعلم إلى أين يذهب؟! ما كان يعلم شيئًا. كان الله يقوده يومًا بيوم. وكان يرتحل بإرشاد إلهي، ويقف بإرشاد إلهي، ويقف بإرشاد إلهي. وكان هذا الإرشاد يتمثل في السحابة تظلله نهارًا، وعمود النار يهديه ليلًا.. والشعب في تسليم كامل لقيادة الله، لا يسأله إلى أين..؟ وما كانت أمام موسى النبي خطة لمسيرة، وكأنه يقول: يكفينا يا رب أن تكون سحابتك فوق رؤوسنا، وعمود النار أمامنا. نحن لا نحدد مسارنا، إنما تحدده مشيئتك الصالحة. أما نحن فيسعدنا أننا تحت قيادتك. حيثما سارت سحابتك نسير . وحيثما حلت نستظل تحتها.. يفرحنا أننا نرى فوق تابوت العهد الضباب الذي يمثل وجودك. فلتتحرك خيمة الاجتماع في البرية نحو المجهول. إنه مجهول بالنسبة إلينا. ولكنه في علمك ومعرفتك منذ الأزل. وهذا يكفينا، لكي نسلم خطانا لهذا المجهول، ونحن في ملء الثقة بأننا في طريق كنعان. 8- القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، حينما دخل إلى الجبل، أتراه كان يعلم إلى أين يذهب؟! وكذلك القديس الأنبا بولا أول السواح.. وأيضًا كل السواح والمتوحدين حينما توغلوا في البرية الجوانية، ما كان أمامهم هدف مكاني معين يقصدونه. كل ما كان أمامهم هو الهدف الروحي وهو أن ينفردوا بالله في حياة السكون والهدوء، مسلمين حياتهم بالكلية له "تائهين في البراري والجبال وشقوق الأرض".. تسأل كل واحد من التائهين في البراري: أتعلم أين أنت؟ فيجيبك: على خريطة المكان، لست أعلم أين أنا.. ولكن على خريطة الحب، أعلم أنني في حضن الآب. 9- ولعل البعض يسأل: أما ينبغي أن يحسب كل إنسان حساب النفقة، حسب وصية الرب نفسه (لو14:28)؟ إن حياة الإيمان، هي أبعد ما تكون عن علم الحساب الذي يقصدونه. إذن ما الذي يقصده الرب بأن يجلس الإنسان أولًا ويحسب النفقة؟ حساب النفقة هو: هل عندك من الإيمان ما يكفى؟ هل عندك من الإيمان ما تسلم به الأمر كله لله لكي يدبره؟ إنك تفعل ما تستطيعه. ولكن هذا هو أقل المطلوب. أما العنصر الأساسي فهو إيمانك بما يفعله الله، وتسليمك له كل الأمر.. وهذا كان منهجنا، حينما كنا نريد أن نبنى كنيسة أو أي مشروع للخدمة والرعاية. لم يكن السؤال الأساسي هو "من أين التكاليف؟"، إنما كان السؤال الأساسي هو: هل الله موافق على هذا البناء أم لا؟ فإن كان موافقًا فهو الذي سيقوم بكل تكاليفه. وما علينا إلا أن نبدأ، ويد الله تكمل العمل معنا "وإن لم يبن الرب البيت، فباطلًا يتعب البناءون" (مز127: 1). الإيمان هو أن تغمض عينيك، وتبصر الله. طالما أنت تفتح عينيك، فأنت تسير بالحواس الجسدية. أما إن أغمضت هذه العين الجسدانية، حينئذ سوف تسلك بالقلب والروح. إن تأكدت بحواسك الروحية أن الله سيذهب معك في طريق سر فيه ولو كان في وادي ظل الموت. يقينًا هناك سوف لا تخاف شرًا لأن الرب معك (مز23). 10- هذه هي حياة التسليم، التي فيها يختار الرب لنا ما نشاء، دون أن نختار نحن لأنفسنا. آخذين درسًا من قصة لوط وإبراهيم. لوط اختار لنفسه السكنى في سادوم، الأرض المعشبة (تك14:10،11). وكان يعلم إلى أين يذهب. أما إبراهيم فلم يختر لنفسه شيئًا. إنما قال له الرب "ارفع عينيك وانظر.. جميع الأرض التي أنت ترى، لك أعطيها" (تك 10: 14،15).. وماذا كانت النتيجة؟ لوط سبى وهو في سادوم وأنقذه إبراهيم (تك 14). ثم احترق كل ماله في سدوم وخسر الكل.. وهكذا كانت حياة التسليم التي لإبراهيم ذات نتيجة أفضل. |
17 - 12 - 2021, 11:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لا يعلم إلى أين يذهب ( 3 )
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
17 - 12 - 2021, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: لا يعلم إلى أين يذهب ( 3 )
ميرسى على مشاركتك المثمرة ربنا يفرح قلبك |
||||
17 - 12 - 2021, 09:11 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لا يعلم إلى أين يذهب ( 3 )
شكرراا جداااا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يذهب ولا يتوقف عن أنه يذهب لأماكن كثيرة ولبلاد كثيرة |
لا يعلم إلى أين يذهب (2) |
لا يعلم إلى أين يذهب ( 1 ) |
ما أصعب أن ترى تائهاً لا يعلم إلى أين يذهب ! |
لا يعلم إلى أين يذهب |