"تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر"، "تنفتح أعينكما".. لقد قدم الشيطان للإنسان هذا الإغراء، إغراء المعرفة.. إلى متى تظل مقفل العينين لا تعرف؟ ليتك تأكل لكي تنفتح عيناك المغمضتان، وتذوق الدنيا وتعرفها..
إلى متى يغلق الله عليكما في هذه البساطة أو السذاجة، التي يسمونها النقاوة أو البراءة!! فتظلان هكذا لا تدريان ولا تفهمان الجمال الموجود في الدنيا، واللذة الموجودة في الثمرة؟!
أية معرفة يقصدها الشيطان؟ لقد وهبهما الله فضل معرفته، وجعلهما يعرفان الخير والبر ويذوقان ما في هذه المعرفة من لذة. يجيب الشيطان إنهما حرما من معرفة الخير والشر.
وهنا تبدو الخدعة الكبرى التي انطلت على حواء.. فما هي؟
إنهما يعرفان الخير فقط. والشيطان يريد لهما الآن "معرفة الخير والشر"، أي أن تضاف إلى معرفتهما النقية، معرفة الشر..!
يا للخدعة الخبيثة، التي قال عنها الحكيم "الذي يزداد علمًا، يزداد غمًا" (جا 1: 18)، يقصد المعارف التي تشوه نقاوة الإنسان، أو تربك سلامة فكره..
وأكل الإنسان من شجرة المعرفة، فصار جاهلًا.. لأنه أخذ معرفة الشر إلى جوار معرفة الخير،