|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- القمص تادرس يعقوب ملطي
- شفيعتنا مفهوم الشفاعة في كنيستنا الأرثوذكسية لا يمكن أن نقبل وسيطًا كفاريًا بين الله والناس غير يسوع المسيح، الذي وحده رئيس الكهنة في السماويات، وذبيحة الفداء، إذ بدمه ننال المصالحة وغفران الخطايا، وليس أحد آخر تحت السماء غير اسم "يسوع المسيح" به يمكن أن نخلص (أع 4: 12). يتساءل البعض: إن كان هذا هو فكر الكنيسة، فكيف نجد في طقوسها المؤمنين يسألون شفاعة العذراء ويطلبون صلوات القديسين؟ هل يوجد نص إنجيلي يتَّفِق مع شفاعة القديسين؟ نجيب قائلين إن الإنجيل في روحه ونصوصه غايته الدخول بالإنسان إلى "الحياة الإلهية" أي حياة الحب الإلهي، حيث يتخلَّى الإنسان عن ذاتيته، لكي يُقَدِّم بالروح القدس حياته كلها مبذولة من أجل خلاص إخوته. بمعنى آخر، الحياة الإنجيلية هي حياة وساطة، حيث يشتهي الإنسان أن يعمل ويصلي لكي يرى الكل في أحضان الله ممجدين. هذه هي الشفاعة!! كلما اقتربت النفس إلى الله في اتحاد أعمق مع يسوع المسيح، التصقت بالحب نحو الآخرين، تُصَلِّي عنهم وتطلب خلاصهم؟ هذا ما عناه القديس مقاريوس الكبير حين قال إنه لا خلاص للإنسان خارج إخوته، فعلينا جميعًا كل منا يُصَلِّي عن الآخر. الآباء وهم ينصحون أولادهم، يطلبون خلاصهم مُصَلّين من أجلهم. وكما قال القديس بولس مرة إننا مساعدو الله، كل منا وسيط بطريقةٍ ما شفيع من أجل النعمة للآخرين[141]. إن عدنا لربنا يسوع المسيح نفسه، نراه يكرم شفاعة الناس وتوسلاتهم عن الآخرين، فيشفي المفلوج من أجل إيمان حامليه (مت 9: 2)، ويبرئ غلام قائد المئة من أجل طلبات القائد، وينقذ ابنة الكنعانية من الأرواح الشريرة من أجل صرخات أمها. إن الرب الذي يُحِبّنا بلا مقابلٍ يود أن يرانا على مثاله نحب الآخرين، ونطلب عنهم أكثر مما لأنفسنا. هذا من جانب، أما الجانب الآخر الملازم للأول فهو أن الحب الإنجيلي حب عملي يحمل تواضعًا صادقًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فنشعر أننا لسنا أهلًا للصلاة عن إخوتنا، بل بالحري نطلب نحن صلواتهم عنا. فالقديس بولس وهو يَعْلَم أنه مدعو من الله نفسه لخدمة الكلمة برؤى وإعلانات، يطلب صلوات شعبه (كو 4: 3) لكي يعطيه الرب كلمة عند افتتاح فمه. فهل كان الرسول بلا دالةٍ عند الله ليعطيه كلمة الكرازة؟! إنما يطلب ذلك بروح إنجيلي، روح شركة الحب والتواضع! يقول القديس جيروم هل يمكن للرسول بولس الذي كان يبذل كل جهده للصلاة والعمل من أجل تمتُّع الأمم كما اليهود بخلاص الربّ وتذوُّق عربون السماء، أن يتوقَّف عن الصلاة من أجل البشرية وهو في الفردوس؟ لا يمكن لذلك القلب الناري في الحب أن يقف في الفردوس غير مبالٍ بخلاص إخوته في البشرية. مرة أخرى نتساءل: إن كانت الوساطة البشرية في مجمع القديسين قائمة فعلًا حتى على الأرض خلال نعمة ربنا يسوع المسيح، كم بالأكثر هؤلاء الذين دخلوا الفردوس لا يكفّوا بالحب عن الصلاة من أجل إخوتهم؟ إن كانوا وهم على الأرض في ثقل الجسد يطلبون عن الآخرين، كم بالأكثر حين يلتصقون بالحب ذاته تزداد صلواتهم عمقًا وقوةٍ، سائلين الله من أجل خلاص العالم! باختصار، الشفاعة في مفهومنا الأرثوذكسي لا تحمل أية عبادة للقديسين بل بالحري تؤكد عمل الله الخلاصي في كنيسته وفاعليته في حياة كل عضوٍ. إنها كشف عن وحدة الكنيسة كأعضاء جسد واحد يتألم العضو لآلام الآخرين، ويفرح ويُسرّ بمجد إخوته. سواء في جهاده على الأرض هنا أو وهو في مجد الفردوس. مشتهيًا أن تُشارِكه كل البشرية إن أمكن في هذا المجد. |
11 - 12 - 2021, 11:34 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: - شفيعتنا
سرّ شفاعتها
إن كان حديثنا السابق عن الشفاعة بوجه عام، ماذا بالأكثر تكون قوة صلاة والدة الإله من أجل أولادها وإخوتها، طالبة خلاص الجميع. لقد رأينا العذراء مريم وقد نالت الأمومة لابن الله المتجسد منها، فصارت أمًّا لكل جسده الذي هو الكنيسة. هذه الأمومة ليست لقبًا فخريًا، بل مسئولية عمل دائم. هذا ما أكده الروح القدس كما تنبأ سمعان الشيخ قائلًا: "وأنتِ أيضًا يجوز في نفسكِ سيف" (لو 2: 35)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أمومة العذراء مريم التي قامت أولًا على أساس نعمة الله المجانية التي اختارها من بين البشر، والتي تأكدت بإيمانها في كلمة الله ووعوده، وثبتتها بتواضعها وحفظها للوصية الإلهية، جعل منها عضوًا يفوق كل عضوٍ في جسد المسيح، يشعر باحتياجات الأعضاء الأخرى ويتجاوب معها، طالبًا خلاص الكل! * صلوات أمّه موضع سرور الابن، لأنه يشتاق أن يهب الكل ما قُدِّم لها لحسابها، وهكذا يرد لها ما قدَّمته له أي جسده. حدود شفاعتها في قصة عُرْسِ قانا الجليل نستطيع أن نتفهَّم حدود شفاعة الأم العذراء مريم، فقد تقدَّمت من نفسها تسأل ابنها: "ليس لهم خمر". لم يجهل ربنا أن الخمر قد فرغ ولا تنقصه معرفته إلى من يُذَكِّره باحتياجات أولاده، ولا إلى من يحثّه على الاهتمام بهم. لكن ربنا يسوع المملوء حبًا يُسرّ أن يجد في أمه وكل إخوته مشاعر الحب. لقد توسَّلت إليه مرة واحدة، أما هو فأجاب: "مالي ولكِ يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" (يو 2: 4)، وهو لم يصدَّها إنما أراد أن يكشف لنا عن شفاعتها. أولًا: كشفَ عن ثقة أُمه فيه، فإنها لم تلح في الطلبة، ولا انتظرت منه أنه يجيبها بشيءٍ، بل بكل ثقة وتأكيد قالت للمحتاجين: "مهما قال لكم فافعلوه"، وكأنها قد تأكَّدت أنه يعمل عملًا لأولاده الذين تطلب عنهم! ثانيًا: بحديثها مع الخدام المحتاجين، كشفت لنا عن مفهوم الشفاعة من جانبنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. أنها ليست عبادة لها، إنما إعلان عن قدرتها على توجيه قلوبنا بطريقة سرِّية لتنفيذ وصية ابنها بكل دقة، إذ قالت: "مهما قال لكم فافعلوه". إذًا لنطلب صلواتها عنا وشفاعتها عنا حتى نقدر على تنفيذ وصايا ابنها. هكذا خلال أمومتها للرب نخلُص بنعمة دم ابنها. * لم يكن رب الملائكة خاضعًا للساعة، إذ هو الذي خلق فيما خلق الساعات والأزمنة. لكن لأن العذراء الأم رغبت في أن يصنع معجزة عندما فرغت الخمر، لذلك للحال أجابها بوضوح كما لو قال: "إني أستطيع أن أفعل معجزة تأتي من عند أبي لا من عند أمي". فإن ذاك الذي في ذات طبيعة أبيه صنع عجائب جاءت من أمه، وهو أنه يستطيع أن يموت. وذلك عندما كان على الصليب يموت. لقد عرف أمه التي عهد بها لتلميذه قائلًا: "هذه أمك" (يو19: 27). إذن بقوله: "ما ليّ ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" تعني "المعجزة التي ليست من طبيعتكِ لست أعرفكِ فيها. عندما تأتي ساعة الموت سأعرف أنكِ أمي إذ قبلت ذلك فيكِ أنني أستطيع أن أموت[142]. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
12 - 12 - 2021, 11:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: - شفيعتنا
بركتها تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
12 - 12 - 2021, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: - شفيعتنا القمص تادرس يعقوب ملطي
بركة صلوات ام النور تفرح قلبك
|
||||
12 - 12 - 2021, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: - شفيعتنا القمص تادرس يعقوب ملطي
شكرا للمرور الجميل ربنا يفرح قلببك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القمص تادرس يعقوب ملطي |
قصص قصيرة جزء 7 - القمص تادرس يعقوب ملطي |
قصص قصيرة جزء 2 - القمص تادرس يعقوب ملطي |
قصص قصيرة جزء 1 - القمص تادرس يعقوب ملطي |
عظات القمص تادرس يعقوب ملطى |