كان طابع الرب في كل هذه المواقف هو الصمت، إلا أنه في مواقف معينة استلزم أن يتكلم، وكان ذلك لهدف معين ومحدد، سواء أمام استحلاف رئيس الكهنة له، أو إعلان حق يخص مجده تبارك اسمه أمام بيلاطس، أن ليس لأحد سلطان عليه.
وإذ نتحول عن ذلك القدوس الفريد البديع، الذي حوى جميع أوصاف الكمال، ونتأمل في واقعنا، ونتساءل: هل تتغير حالتنا وتتبدل تبعًا للمناخ الذي يُحيط بنا؟ أنشعر بالوحدة والوحشة في هذا العالم الموضوع في الشرير؟ أندرك أننا غرباء ونزلاء فيه، وعلينا أن لا تستهوينا ملذَّاته أو مسرَّاته، ولا نُجاريه في أحاديثه وتسلياته، بل بالحري ننفر منه، وننفصل عنه، وبصمتنا نوبخه؟