الحمامة البكماء بين الغرباء
ليس من طابع الحمامة أن تبقى صامتة، فهي تعرف أن تُعبِّر عن مشاعرها من خلال هديرها الهادئ العميق، غير أنه توجد حالة تُبرزها لنا كلمة الله عندها تتوقف الحمامة عن الغناء تمامًا، ولا يُسمع لها أي صوت، وذلك عندما تجد نفسها وحيدة مُحاطة بالغرباء. إنها لا تأنس هذا الجو المشوب بالوحشة، ولا تعرف أن تتآلف أو تتعايش معه. إن الحمامة في طبيعتها رقيقة حسَّاسة، سريعة التأثر، وبصمتها هذا تُعبِّر عن حزنها الداخلي ومشاعرها المرهفة.
وإذ نتفكَّر في صمت الحمامة البليغ، ألا نتذكر شخص الرب يسوع الذي - في أيام تجسده - كان يلزم أحيانًا كثيرة الصمت، إذ يجد نفسه محاطًا بالغرباء والأعداء؟! .