|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا -
معونة من السماء للكرمة المُشتهاة (الكنيسة) أنا الرب حاميها وفي كل لحظة أسقيها وأحرسها وأجعل أعدائها يسالمونها ويحرسونها ولا يكون ليلاً فيها لأني أنا شمسها وإكليل مجدها ودائماً عيني عليها. ولكن! وا أسفاه! فسد وانحل الإنسان، فقد جماله وكرامته وزينته ولم يَعُد يلذ بأكله أو شربه وطالت أيام غربته ثم أشتاق لأصله وربه وبدأ يئن من حمله وصرخ لإلهه. فأنَّت أحشاء خالقه ونزل لينقذ ابنه، وبعد أن تتوج في حفل يوم معموديته أصعده روحه إلى البرية وجاء الشيطان مُسرعاً ليجربه، ودخل معه في معركة علانية، فانتصر بدل آدم المغلوب ليهبه نصرته وليقيمه لملكوته، وبدأ خدمته ليرفع شأن الكرمة المُشتهاة. وبالصوم والصلاة تنبأ إشعياء قبل مجيئه بأجيالٍ كثيرةٍ، وسجل رؤيته الرائعة المُبدعة في بدء رسالته ونبوءته، وشهد لعمله الكفاري، وأعلن أسراره وفداءه وإنجيل خلاصه (الإنجيل الخامس)، كيف صالح أولاده وردَّهم ورفعهم لشركة أمجاده، فأنشد نشيداً بروح إلهه: للكرمة المُشتهاة "كان لحبيبي (المسيح) كرماً على أكمةٍ خصبةٍ (على قرن ابن دسم) فنقبه (سَيَّجَهُ) ونقى حجارته وغرسه كرم سورق (أفضل نوع) وبنى برُجاً في وسطه ونقر (وحفر) فيه أيضاً معصرة" (إش 5: 1، 2). 1- على أكمة أقامها: خلق الرب على كُل مكان في جبل صهيون (كنيسة العهد الجديد) وعلى محفلها سحابةً في النهار، ودُخاناً وضياء نار مُلتهبة في الليل. فيكون على كل مجد غطاءٌ (كنف وكوخ) (كخيمة تُظللها) في النهار من الحر وتقيها وتَستُرها من السيل والمطر (راجع إش 4: 5، 6). لم تعد الحضرة الإلهية أو الحلول الإلهي بعمود النار أو السحابة قاصراً على شعب إسرائيل وعلى خيمة الاجتماع فقط، بل في كل مكان، في كل زمان، على كل إنسان يسلك بروح الجماعة؛ كأنهم في حفل، في عُرس، في حضرة ومجد الرب. فيكون كُلٌ منهم = قمة أو جبل يتجلى الرب عليه ومجده يُضئ حوله وفيه، وبالتجارب والامتحان يكون لكل إنسان بمثابة غطاء أو خيمة تحفظه وتستره = ليختفي مجد الرب داخله؛ لأن كل مجد ابنة الملك من داخل (مز 45: 13) فتعالوا أنظروا مخلصنا... فوق الجبال العالية علَّمنا الطريق التي نخلص بواسطتها... صعد المسيح (القمة) فوق قمة (الجبل) وأخفى لاهوته وأظهر جوعه، وجاءه المجرب ليجربه. وكأنه غطى مجده بنفسه، وأخيراً جاءت ملائكة فصارت تخدمه. (مت 3: 2 – 11). 2- سيج حولها: * بتعاليمه وناموسه وأنبيائه ورسله... بسور رعايته وعنايته الإلهية. *سيج حولها بالتجارب والضيقات؛ لأن في داخلها جوهرة كثيرة الثمن (مت 13: 46) *سيج حولها من حر النهار وخوف الليل؛ لأن لكل مجد غطاء. *سيج حولها بسورٍ منيعٍ من السيل والمطر بالإيمان والأمان. *سيج حولها بسحابة من الشهود لتقتفي أثارهم وجهادهم. *سيج حولها بقوة مجده؛ لأنه هو سر حياتها وحمايتها واستنارتها وقوتها فهو غطاء لكل مجد. *سيج حولها بروحه الناري يلهب قلبها ويُبدد أعدائها. *سيج حولها بحراسة ملائكته لها من أشعة الشمس الساخنة جداً والمُحرقة... *سيج حولها لتنشغل بمجده وتبيت في حضنه (بين ثديي يبيت) (نش 1: 13). 3- نقى حجارتها: نقى قلبها ونزع منها القلب الحجري وأعطاها قلب لحمى (حز11: 9) "إذ غسل السيد الرب قُذر بنات صهيون، ونقى دم أورشليم من وسطها بروح القضاء وبروح الإحراق" (إش 4: 4) غسل مُخلصنا بنفسه وبيده أقذار بنته عندما انحنى وغسل أقدام تلاميذه (يو 13: 5) *غسل أدناسنا في ماء المعمودية، ولا يزال يغسل ضعفاتنا بالاعتراف، ومستمر في تنقية قلوبنا من جنبه المطعون لأجلنا الذي خرج منه دم وماء. *نقى أفكارنا بكلامه وكتابه بروحه الذي يُنير عقولنا لكي يُعطينا نُصرته وغلبته على حجج العدو، كما انتصر هو على الشيطان بآيات كتابية. (بسفر واحد فقط. التثنية) *نقى دم أورشليم من وسطها بروح القضاء: إذ تمم العدل الإلهي (الموت) حاملاً ثمن خطايانا في جسده (لندفن ونموت معه) *نقى دم الكنيسة بروح الإحراق، إذ صار ذبيحة مُحرقة (ذبيحة تُحرق كلها كاملة). صار ذبيحة فريدة على الصليب، وبفعل صليبه أرسل روحه القدوس الناري ليقدس كنيسته، ويحرق كافة الأشواك الخانقة لنفوس شعبه. 4- بأفضل نوع غرسها: زرع حق (إر 2: 21) "في ذلك اليوم (يوم تجسده) يكون غصن (نبته) الرب بهاء ومجداً" (إش 4: 2) لقد جاء الغصن (إر 33: 5) أي المسيح المُتجسد كنبته على الأرض (جاء ابن الله) ليُطْعَم فيه كل البشرية. *جاء غصن بر لداود (زك 3: 8) ليجدد نسل داود ويبرره ويُقدسه ويحل في وسطه، ليعكس بهائه وشعاعه الإلهي على كنيسته، كما قال السيد الرب: "خرج لكِ اسم في الأمم لجمالك؛ لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك" (حز 16: 14) *بمجيء غصن الرب صار كرمة على الأرض ونحن الأغصان (يو 15: 5) وكل غصن يُنقيه (بالتجارب) ليأتي بثمرٍ أكثر (يو 5: 2) لأن كُل من يحيا في تجربة يُتوج، كما قال الملاك لطوبيا: "وإذ كنت مقبولاً أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربةٍ" (طو 12: 13) فيكون مثل سيده ويكون من فئة الأبرار المجاهدين المُميزين المدعوين لملكوته. ويُسمىَّ قديساً (إش 4: 3) نظير (مثل) القدوس الذي دعانا لنكون قديسين راجع (1بط1: 15). 5- بنى برجًا في وسطها: رآه إشعياء في الهيكل بُرجاً: جالساً على كُرسىٍّ عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل... (وسمع صوت السيرافيم ورآهم يسبحون) فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دُخاناً (إش 6: 1 – 4) *هذا هو المذبح الداخلي لنفوسنا الذي نُقدم عليه الصلوات والأصوام والعطايا، ونكون كذبيحةً حيةً لاحتمال الآلام والضيق والصليب، ليحل الرب بمجده في داخلنا ويرفعنا إليه؛ لأن اسم الرب برجاً حصيناً (أم 18: 10) فلا يعثر بحجر رجلك، لأنه يوصى ملائكته يحملونك (مز 91: 11) * بُرجاً: هذا البرج هو الرب الذي تعلقت به سبعة نساء (إش 4: 1) هو أيضاً الذي فدى ملائكة السبع كنائس (رؤ 1: 20). هذا الذي دُعي ناصراً = غصن (مت 2: 23) لتتعلق به كل البشرية. الذي خلَّص "الذين ولدوا ليس من دم (آدم) ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله (يو 1: 13). * لقد أقام الرب بُرجاً في وسطنا، ألا وهو جماعة الأنبياء والكهنة والقيادات الروحية والمدنية لتسهر على الرعية وتحفظها من هجوم اللصوص والحيوانات المُفترسة ومن الثعالب المُفسدة الكروم (نش 2: 15). 6- حفر معصرة فيها: حفر فينا مكاناً لسُكنى روحه كوعاء لسكب أسراره. ينتج عن هذا معصرة جديدة تعصر خمراً جديداً ينسكب من قلبٍ مُثمرٍ، فيهتز أساس بيت الرب (هيكلنا) بحلول مجده فينا، ويعلن تقديسه لحياتنا وتتقدس أعماقنا بنعمته. لا ننسى: "الذي يُحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله" (أم 3: 12) يعصره ويُنقيه ويغير جلده لتفوح رائحته. فالحب والآلام مُتلازمان. فرغم مجد الكرمة المُشتهاة ومجد كنيسته لكنها دائماً في معصرة، في حروبٍ مُستمرةٍ، فيؤول كل هذا كأنه غطاء - لإن على كل مجد غطاء - وهو في الخفاء يتجلى ويُظهر نفسه للبسطاء. من كثرة التجارب والضيقات يظهر معدن الإنسان، هل احتماله لها كان من أجل الله أم من أجل العالم. فمن الثمر تُعرف الشجرة (مت 12: 34) من الثمرة: أي الحب... المجد... الآلام... ثمار الروح، تُعرف الشجرة: أي الكنيسة... أبناء الله... المسيح نفسه. رأى إشعياء العدو بعنف وشراسة ومثابرة لا يهدأ، فسطر في (إش 5: 23 – 30): 1 – لا يتعب. 2 – لا يعثر. 3 – لا ينعس ولا ينام. 4 – لا تنحل أحقائه ولا تنقطع سيور حذائه. 5 – سهامه مسنونة وقوسه ممدود وحوافر خيله كالصوان وبكرات عجل حربه كالزوبعة. 6 – يُزمجر كالشبل ويَمص دم الفريسة ولا مُنقذ من يده. 7– يسقط ويكتسح على الفريسة كهدير البحر. 8 – كسحابه تُظلل الأرض كالظلام. (بعنف وشراسه حتى يحقق أهدافه). أما الابن الحقيقي لله: 1– يُجاهد حتى الدم. 2 – لا يتعثر مادام في يد مسيحه. 3 – يحيا اليقظة الروحية. 4 – يُنفذ الوصية: "لتكن أحقائكم ممنطقة" (لو 12: 35). 5 – يحمل أسلحة الإيمان وخوذة الخلاص (أف 6: 13 - 17). 6 – راسخ في إيمانه بقائد حربه الأسد الخارج من سبط يهوذا. 7- في وقت التجربة يصرخ إليه نهاراً وليلاً ويشعر إنه مُتمهل عليه، وسوف يأتي لينقذه في الوقت المناسب. 8– وفى وقت الضيق والظلمة يصرخ: "بنورك يا رب نُعاين النور" (مز 16: 9). |
27 - 11 - 2021, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: معونة من السماء
ميرسى على العظة ربنا يفرح قلبك |
||||
27 - 11 - 2021, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: معونة من السماء
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
30 - 11 - 2021, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: معونة من السماء
شكرا جدا جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلام لك يا مريم يا معونة لمن يريد |
السلام لك يا مريم يا معونة لمن يريد |
السلام لك يا مريم يا معونة لمن يريد |
السلام ليكي يا معونة |
السلام لك يا مريم يا معونة لمن يريد |