ما أسهل أن كثرة الانشغال تعبد الإنسان عن محبة الله.
ذلك إن انشغل بأمور عديدة، لا تعطيه وقتًا يلتصق فيه بالله. وإن سئل عن صلاته، يقول (ليس لدي وقت}!! إذن متى يتحدث مع الله في حب؟ ومتى يشتاق إلي الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء! ومتى يفتح قلبه لله ليملأه بالحب. -حقًا مثل هذا الإنسان ينطبق عليه قول السيد الرب لمرثا (أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد) (لو10: 41، 42).
أما أختها مريم التي امتلأ قلبها بالحب، ووجدت لذتها في آن تجلس عند قدمي الرب، تستمع إلي كلامه، وتتمتع بمحبته، فقد قال لأختها عنها (اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها) (لو42:10).