* لابد من إصلاح الداخل
" نق أولًا داخل الكأس وحينئذ يتطهر خارجها.."
(مت23: 26)
ولا نكون مثل القبور المبيضة الجميلة وداخلها عظام أموات وكل نجاسة.
* نحن نريد الخارج كما الداخل..
فالداخل يُنقى إذا فحص جيدًا وبدأنا في علاج الأسباب التي تؤدى إلى الخطية.
* الإنسان الذي بداخله نقيًا وصالحًا إذا سقط بأى سقطة خارجية..
في أي تصرف غير لائق به وبالآخرين فسرعان ما يقوم ويعود إلى حياته الأولى المليئة بالصلاح والمحبة وكل شيء صالح فالأباء القديسين والأبرار عندما ننظر إلي سقطاتهم نجدهم قاموا بسرعة جدًا بعد سقطتهم وذلك لان الداخل نقى.
* داود النبي عندما سقط..
كان مرنم اسرائيل الحلو والملك ذو القيثارة والعشرة أوتار..
وكان يحيا حياة مع الله يتمتع به في كل شيء..
كان الداخل نقيًا وطرأت على الخارج التصرفات الخاطئة فوقع في الخطية..
نجده يقوم ويقف منتصبًا ومنتصرًا على خطيته قائلًا
" لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت"
(مز 50)
تاب بسرعة ورجع إلى ما كان عليه لان الداخل نقى وسليم.
* القديس بطرس الرسول كان من أشجع الرسل وهو الذي اعترف بالسيد المسيح عندما سأل السيد المسيح تلاميذه من يقول الناس أنى أنا..
قال
" أنت هو المسيح ابن الله الحى"
(مت 16: 16)
فمدحه السيد المسيح..
ولكن في موقف ضعف إيمانه وأنكر السيد المسيح ثلاث مرات..
ولكنه فاق بسرعة جدًا من غفلته وبكى بكاءً مرًا وتاب..
وذلك لان الأصل كان سليمًا..
فالقلب من الداخل به محبة فياضة للرب
" يا رب انت تعلم كل شيء.. انت تعلم أنى احبك"
(يو21: 17).
* فالأخطاء بالنسبة لهؤلاء الآباء القديسين كانت أخطاء عارضة..
حدثت في لحظات غفوة وفاقوا منها بسرعة ورجعوا إلى محبتهم الأولى وعشرتهم القوية مع الله بسرعة لان القلب نقى.. الداخل نقى فالخارج مهما حدث له أي ظروف طارئة يظل الإنسان نقيًا..
"لا تشمتى بى يا عدوتى لانى إن سقطت أقوم"
(ميخا7: 8 )
* مادام الداخل نقيًا ومع الله فسوف يكون القيام سهلًا، ولكن إذا كان الداخل مملوء عظام أموات وكل نجاسة ونتانة، الخطية تفوح منه فكيف يكون الخارج نقيًا أو مزينًا حتى لو كان ذلك فسوف يضمحل بسرعة ويظهر ما بداخل الإنسان.
* قم الآن وإصلح ما بداخلك وأطلب معونة السيد المسيح وقل له
"يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا. اجعلني كأحد أجراك"
(لو 18:15-19).
* قل للسيد المسيح إقبلنى إليك ولا تطرحنى خارجًا..
- إمسك بيدى وقدنى كما تشاء..
سر أمامى فأتبعك بكل قلبى
- إصلح ما بداخلى من سقطات وضعفات.
- أرشدنى إلى العمل بوصاياك..
لأن
" سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى"
(مز119).
* ابحث بداخلك عن ضعفاتك وإبدأ في علاجها لكي تصلح القلب والمشاعر وحينئذ تصلح حياتك كلها وسلوكك وطباعك..
مادمت وضعت يدك على أصل المرض ابدأ بعلاجها بطريقة روحية سليمة وسوف تجد ثمرة هذا العلاج هو النجاح في كل شيء.
ربنا يعطينا جميعا العين المستنيرة التي تستطيع أن تكتشف ما بداخلنا من أخطاء وضعفات لكي نجاهد جميعًا ونسعى نحو الهدف الحلو الواضح في حياتنا وهو الوصول إلى ملكوت السموات