15 - 11 - 2021, 12:00 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
قبر موسى وقبر المسيح
فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ ...
وَلمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلى هَذَا اليَوْمِ
( تثنية 34: 5 ، 6)
من المُحتمل أن يكون الشيطان قد أراد معرفة مكان قبر موسى بالتحديد حتى يعمل على تشييد هيكل هناك، وبذلك تتحوَّل الأُمة كلها إلى العبادة الوثنية لرفات موسى. فميخائيل، بوصفه الملاك المسؤول عن الشعب القديم ( دا 10: 21 )، عمل على تجنيب الشعب هذا الشكل من الوثنية، وذلك بالاحتفاظ بموضع القبر سرًا. ونجد تلميحًا إلى ذلك في قول الوحي: «وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلمَّا خاصم إبليس مُحاجًا عن جسد موسى، لم يَجسُر أن يُورِد حكم افتراء، بل قال: لينتهرك الرَّبُّ!» (يه9). ومن هذا ندرك أمرًا في غاية الأهمية: أن الشيطان ليس له سلطان علينا ونحن أحياء، ولكي ما يصنع معنا أي شيء، عليه أن يأخذ الإذن أولاً من الله. ولكن الأروع أنه ليس لديه سلطان على أجسادنا بعد الموت.
إذًا قصدَ الرب أن يكون قبر موسى مَخفي، ولكن هناك قبر آخر أراد الله أن يكون معروفًا لدى الجميع، إنه قبر ربنا يسوع المسيح؛ القبر الفارغ. قصد الله أن تأتي إلى هذا القبر النساء، وقصد أن يحملن شهادة عن قيامة المسيح. وأيضًا قصد أن يأتي إليه التلاميذ، ويصيروا شهودًا أيضًا لقيامة الرب. وقال أحدهم: “إن المسيحية بُنيت على ثلاثة أشياء؛ صليب تم احتماله، وقبر فارغ، وعرش مشغول”.
(1) صليب تم احتماله: فربنا يسوع قد احتمل الصليب، وقد دفع ثمن خطايانا كاملاً هناك، لأنه كان بديلاً عنا، ولم ينزل من على الصليب إلا بعد أن قال: «قد أُكمِلَ».
(2) قبر فارغ؛ قبرٌ يحكي أن ذاك الذى احتمل الصليب، ودفع الدين كله، قام من بين الأموات. قال أحدهم مُتهكمًا: “لقد بُنيت المسيحية على قبر فارغ”. وبلا شك أن هذه حقيقة أكيدة وصحيحة، فالمسيح بعد أن أتم العمل، قام من بين الأموات.
(3) عرش مشغول: فذاك الذى قضى عنا على الصليب، وقام من القبر منتصرًا، يجلس الآن عن يمين عرش العظمة في الأعالى.
ماتَ عنا وهو البارْ
ذلكَ الخِلُّ الوَدودْ أبطلَ المَوتَ أنارْ
الحياةَ والخُلودْ قامَ حقًا باليقيـنْ
فاتحًا بابَ النجاهْ
|