|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1- يوسف جوهر (1912-2001)
كانت بداية يوسف جوهر عطية في مدينة قوص بمحافظة قنا والتي تبعد نصف الساعة عن مدينة الأقصر حيث كانت تعيش عائلة "جوهر عطية" وهي عائلة ارثوذكسية وغالبيتها من رجال الإكليروس حيث كان الجد قسًا، أما جوهر عطية فقد درس في الكلية الإكليريكية ثم عُين واعظًا ومعلمًا للدين بسوهاج سنة 1904 ثم في مدينة طنطا سنة 1908 والتي مارس فيها الخدمة الكنسية منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته سنة 1933 م. - سنة 1915 رأس جوهر عطية مجلة "الحق" وهي أولَى المجلات الدينية المسيحية التي استمرت عشر سنوات ثم توقفت بسبب ضيق الموارد المالية، وصدرت له أيضًا عدة كتب، ولقد كان إنشغال الأب بالكتابة والتحرير من العوامل التي ساعدت الإبن في أن يصبح كاتبًا مثل أبيه. يذكر الأستاذ "لمعي المطيعي" (1927-2003) في مقال له بجريدة الأهرام إن الوالدين لم يكن لديهما طفل وبصلاة الأنبا إبراهيم القديس المتنيح أنجبا طفلًا بعد سنة من صلاته وهو الذي أسماه "يوسف". وكان ذلك في عام 1912 م. - تلقى يوسف جوهر تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة طنطا، وعندما بلغ العشرين من عمره استطاع أن يراسل بعض الصحف.. - في عام 1930 انتقل إلى القاهرة، والتحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا وتخرج منها عام 1935 وقد حصل على ليسانس الحقوق، وعاد إلى طنطا لكي يعمل بالمحاماة. ومن واقع المشاكل والقضايا التي تتردد بين أروقة المحاكم استلهم يوسف جوهر قصصه الأدبية فيما بعد.. ويذكر انه أثناء دراسته الجامعية ظهرت له مجموعة قصص قليلة لفتت إليه الأنظار. - في عام 1939م تعاقدت معه مجلة "آخر ساعة" وكانت الأوسع انتشارًا على أن يكتب فيها قصصه، وعلى ذلك فقد تواليت قصصه بغزارة في السنوات التالية واستطاع أن يحتل مكانًا مرموقًا بين جيل رواد القصة المصرية القصيرة وكانوا يُعدون على الأصابع وهم "يحيى حقي، نجيب محفوظ، محمود تيمور، طاهر لاشين، المازني". - وقد تميزت قصص يوسف جوهر بالواقعية إلى جانب طابعها الإنساني حيث عبرت بصدق عن الزمان والمكان خاصة وانه عاش اهم الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ بداية ثورة 1919 وما تلاها من أحداث مهمة. - في مرحلة الخمسينيات عانى يوسف جوهر من الإحباط و القيود التي فُرضت على الصحافة، ومن ثم قل إنتاجه الأدبي وتحول في الكتابة إلى السينما. كتب في هذه المرحلة سيناريو قصصه و قصص طه حسين "دعاء الكروان" و"الأيام" وتوفيق الحكيم "الرباط المقدس والأيدي الناعمة" ونجيب محفوظ "بين القصرين". ولقد جاوزت أعماله السينمائية 100 فيلم، ولذلك نعتبر يوسف جوهر هو رائد كتابة السيناريو في مصر. وفي نفس الوقت يُعتبر همزة الوصل بين السينما والأدب المعاصر. وقد كافح مع زملاءه في سبيل تقديم افلام تبتعد عن الهبوط والإسفاف وتكون بمثابة الكتاب المفتوح. وقد مثلت أفلامه مصر في المهرجانات الدولية، وعُرضت في مناسبات ثقافية كثيرة. لذلك توجت جهوده بحصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1984. - كانت كتاباته حافلة بنقد بعض الأوضاع الاجتماعية المتردية مثل: الرشوة والمحسوبية والهروب إلى الخارج بالملايين المقترضة من البنوك، الرخاء الظاهري المصحوب بارتفاع جنوني في الأسعار. فكان يوسف جوهر يفتح قلبه على نبض المجتمع المصري ومشاكله ويتعقب جذور هذه المشاكل في الماضي بقصد الوصول إلى صياغة مُشرقة في المستقبل. - وقد ظهرت ليوسف جوهر عدة قصص واقعية مفيدة حازت على إعجاب وتقدير الجميع. - وقد تقلد العديد من المناصب نظرًا لطموحه وسعيه المستمر وكفاحه في المجال العملي والمجتمعي وعدم يأسه ومثابرته الدؤوبة وتسليط نظره دائمًا نحو النجاح، فلم يعرف لليأس طريق ولا لخلط المفاهيم طريقًا آخر، بل كان إنسانًا ناضجًا مفكرًا عاقلًا يسير في طريق الكد، ولذلك كان النجاح حليفه. فتقلد العديد من الناصب منها: رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما ومدير المركز القومي للثقافة الشبابية، رئيس الأرشيف القومي للفيلم، رئيس تحرير مجلة السينما والمسرح، عضو بالمجالس القومية المتخصصة، عضو بالمجلس الأعلى للفنون والآداب وهو حاليًا (المجلس الأعلى للثقافة)، عضوًا بجمعية الأدباء، رئيس المركز الفني للصور المرئية. -كما إنه ساهم في تأسيس اتحاد كُتاب مصر والهيئة العامة المصرية للسينما والمسرح، وأمانة المكتب الدائم لحماية حقوق المؤلف عام 1985م. - بالإضافة إلى الجوائز الكثيرة التي حصل عليها عن كتابة الأفلام. - ويعتبر يوسف جوهر في نظر اسرته مثلًا أعلى وقدوة في التربية، ولذلك فجميع أولاده من المتفوقين علميًا.. ومنهم دكتوره سهير يوسف جوهر التي كتبت هذه المعلومات عن والدها ومنها أخذنا هذا المكتوب، وهي حاصله على (دكتوراه في الآداب من جامعة برلين الحُره) وابنته الأخرى نادين الحاصلة على (ماجستير في الآداب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة) وكذلك ابنه د/كريم الحاصل على (دكتوراه في الآداب من جامعة برينستون بالولايات المتحدة Princeton University)، اخيرًا ابنه د/عادل الحاصل على (دكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية New York University). - فهم عائلة ناجحة ومتفوقة وبعث للفخر بهم، وامثلة حية فعالة ناجحة في نفس المجتمع الذي نعيش فيه، فيا ليت أولادنا وأخواتنا يضعون نصب أعينهم الأمثلة الناجحة الكثيرة التي سلكت نفس طريقنا وكانت مثلًا في النبوغ والرقي والتغلب على الصعاب والمثابرة والاستمرار. وقد تنيح في 11 سبتمبر 2001 عن عمر يناهز الـ89 عامًا. |
11 - 11 - 2021, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أقباط ناجحون
2- ليلى دوس (1917-2015) ولدت ليلى دوس في محافظة أسيوط في يوليو 1917 وكان جدها لوالدتها- حبيب شنودة هو عمدة اسيوط، وكان شديد الثراء، وكان والدها توفيق باشا دوس تخرج من كلية الحقوق وفتح مكتبًا مع اثنين من أشقائه في منطقة الفجالة بالقاهرة عام 1893م ثم عاد لأسيوط ليعمل بكتب سينوت حنا باشا المحامي المشهور في ذلك الوقت. وبعدها عاد إلى القاهرة مرة أخرى ليمارس مهنة المحاماة بها، وتزوج في سن 25 عامًا وأنجب عدة ابناء وبنات وكان من بينهم ليلى. - كان والدها سياسيًا مشهورًا وقياديًا في حزب الوفد، وشريك سعد زغلول وعضو بلجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923 ووزير الزراعة الذي استقال إعتراضًا على سياسات السرايا. - التحقت ليلى بمدرسة "القلب المقدس" لفترة دامت ثلاث سنوات.. انتقلت إلى كلية البنات عام 1938. كان والدها قد رفض مواصلتها لدراستها الجامعية، وكان رده القاطع "لا جامعة للبنات"!! لكن المثل الأعلى في الحياة للفتاة ليلى دوس كان رفاعه الطهطاوي، محمد عبده، قاسم أمين، لطفي السيد، هدى شعراوي، أمينة السعيد، سيزا نبراوي، وخاصة انها قد قرأت ان " كلوت بك" قد أنشأ عام 1837 مدرسة للقابلات "أي المولدات"، كما كانت تعرف ان دستور 1923 نص على تعليم الفتيات، وفي عام 1929 حصلت النساء على حق التعليم مثل الرجال، وتأسست منظمة نسائية وهي لجنة الوفد للنساء المركزية، وكانت صفية زغلول زوجة الزعيم الراحل سعد زغلول وهدى شعراوي هما أول من بدأتا في تكوين جمعيات نسائية للعمل الاجتماعي، فتأسست جمعية "المرأة الجديدة" على يد هداية بركات الممرضات وتعليم البنات أشغال الإبرة. ومن بعدها جاءت مبادرة محمد علي والتي تبعتها أميرات العائلة المالكة. وقامت الجمعيىة ببناء وإدارة مستشفيات في كافة أنحاء مصر، وكان كل ذلك ماثلًا أمام أعين ليلى دوس. - بدأت فكرة جمعية تحسين الصحة عندما علمت ليلى دوس بعد تخرجها من المرحلة الثانوية عام 1933 ان هناك شكوى من الدكتور محمود أباظة رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الصدر التابعة للدولة ان مرضى السل يضطرون ان يتركوا المستشفى بالرغم من حالتهم الصحية المتدهورة ولا يكملون العلاج للسعي وراء توفير لقمة العيش لأسرهم مما يؤدي إلى وفاتهم، وتحدث د. أباظة في هذه المشكلة مع السيدة إيفي محمود، وهي سيدة أنجليزية كانت متزوجة من مدير الهلال الأحمر المصري في ذلك الوقت. وهنا وجدت ليلى ضالتها المنشودة، والعمل الذي ستكرس حياتها فيما بعد من أجله. فقامت بالاتصال بعدد من صديقاتها في الدراسة وعلى المستوى العائلي وهم عايدة علوبه وشريفه لطفي ونعمه برزي، وأيضًا اتصلت بالسيدة إيفي محمود وحددوا موعدًا واقترح عليهم في البداية زيارة عدد من اُسر مرضى السل ليروا على الطبيعة أحوالهم المعيشية المتردية، فكانت المشاهد تصيب بالغثيان بسبب مشهد الفقر المدقع والحجرات بلا إضاءة وتترعرع فيها الرطوبة ومعيشة ابناء هؤلاء المرضى معهم في نفس المكان مما يعرضهم لخطر العدوى، ومن هذا المنطلق كان التصميم على تكوين جمعية نسائية لتحسين الصحة، وكان للجمعية -التي ترأستها ليلى دوس- دورًا بارزًا خلال فترات الحروب " العدوان الثلاثي عام 1056، حربي 1967، 1973م." من ذهاب للأقاليم والتبرع بملابس، لإفتتاح مراكز خياطة لكسوة المحاربين، كما كافحت في تعاون مشترك مع جمعية "المبرة" ضد مرض الكوليرا في اربعينيات القرن العشرين. - لم تنسى ليلى دوس حلمها القديم في مواصلة التعليم الجامعي، فقامت بعمل معادلة لشهادة الثانوية العامة وحصلت عليها والتحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بكلية الآداب وحصلت على الماجستير في الآداب المقارن عام 1981 عن عمر يناهز 64 عام. وفي سنة 2015م توفيت ليلى دوس عن عمر يناهز 98 عامًا، وعاصرت تاريخ الحركة النسائية بدءًا من ثورة 1919 حتى ثورة 25 يناير 2011، وكذلك ثورة 30 يونيو 2013 حيث شاركت المتظاهرين بميدان التحرير فوق كرسي متحرك، وهذا ما يجعلنا ننتبه إلى الحس الوطني الذي كانت تتمتع به منذ صغرها في خدمة الوطن والمحتاجين وحتى في كبرها وهي جليسة كرسي متحرك. - هذا ما يجعلنا نقف برهة من الزمن لننظر على تلك الأمثلة المكافحة التي لم تعرف طريقًا لليأس أو الفشل أو التقاعس أو الخذلان -كما و قُل إلقاء العيب على المجتمع، فهم عاشوا في نفس المجتمع وفي أوقات تتشارك معنا في المقومات والأحداث والتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. - فهل للمرة الثانية العيب فينا أم في المجتمع.. - ويعوزنا الوقت الطويل والمئات من الصفحات التي نسطر فيها أمثلة كثيرة من الأقباط الناجحين والمحققين أعظم النجاحات في كل المجالات السياسية والخدمية والطبية والاقتصادية و.. - فضع أمام عينيك أيها الحبيب انه من أجل الوصول إلى هدف سامي لا بد من الكفاح والتعب والعرق والمثابرة، فمعلمنا بولس الرسول قال " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا" (1كو 9: 24). لقد قال اركضوا ولم يقل ناموا واستريحوا أو تباطئوا وتواكلوا.. - فمن يريد ان يأخذ الجعالة (الجائزة الكبرى) فعليه أن يركض (يجري) ولا يتباطئ ويلقي باللوم على الله وعلى المجتمع. |
||||
11 - 11 - 2021, 08:09 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أقباط ناجحون
الراهب القمص بطرس البراموسي
لماذا يَتَعَثَّر بعض الأقباط في نجاحهم؟ كتب الأستاذ فهيم غالي منذ سنة 1941 م. مقالًا مختصرًا ومفيدًا عن لماذا يفشل الأقباط؟ وسند عدة أسباب رئيسية لذلك، والملخص الأساسي لما كتب هو اننا فاشلون لأن عظماءنا مضربون. وقَسَّم العظماء إلى ثلاث فرق: 1- ذوي الحياء الراغبين في عدم الظهور. 2- مَنْ طغت موجة اليأس على قلوبهم. 3- غير المهتمين، أي الفاترين المكتفين بما بينهم وبين ربهم من علاقة طيبة. - فنحن لدينا مشكلة نفسية ويجب الالتفات إليها وضرورة سرعة معالجتها وهي الفهم الخاطئ لإنكار الذات، مع وضع جنبًا لجنب كيف أطوِّر مهاراتي وأنمي الملكات التي خلقني الله عليها، فنحن لدينا عقل مفكر وإرادة حرة، وقدرة على الابتكار والتجديد (الإنسان خُلق كائنًا عاقلًا، حرًا، مريدًا). - وفي الواقع عندما ندقق في ذلك نرى ان هذا هو التعليم الخاطئ الذي تعلمناه جميعًا داخل فصول المدارس. والخلط في المفاهيم والتركيز على إنكار الذات حتى أنهينا على الشخصية القبطية وكيان أولادنا. فنحن نحتاج إلي فهم جيد لمفهوم إنكار الذات. إنكار الذات الفعلي والحقيقي هو البعد عن المجاهرة والتباهي بالأعمال الجيدة والخدمات المقدمة للغير، وأن لا يهتم الإنسان بنفسه أكثر من اللازم، وان يفهم جيداً معني البعد عن المتكأت الأولي، لكي يُجحم هذه الندبه المرضية الصغيرة قبل أن يتركها للتكاثر السريع وتصغير بؤرة صديدية تضر بالجسد كله. ولذلك حذرنا السيد المسيح من المتكآت الأولي (لو14: 7-11). وهذا يعني الحرص من حب الظهور والمُراآه، والسلوك باتضاع. هذا علي عكس ما يتعلمه البعض، او يعلمه لنا البعض، أنك إذا اردت ان تكون متضعاً ومنكراً لذاتك فعليك أن لا تنطق ببنت شفه علي نفسك، وها ما أنتج لنا جيلًا لا يستطيع أن يعرف أن يقدم نفسه للمجتمع أو الحياة العملية. فكثيراً ما يتعثر أولادنا في الإجابة علي اول وأهم سؤال يوجه إليهم في كل مقابلة مع صاحب العمل، او من هو منوط له هذا الدور وهو "قل لي من أنت – عرفني بنفسك" وهنا يستحضر الذهن الكلمات التي تلقيناها وتلقناها منذ صغرنا في فصول مدارس الأحد "اوعي تتكلم عن نفسك – اوعي تتباهي بنفسك قدام أي حد وتقول أنا وأنا" فيقف الشاب او الشابة أمام المسئول صامتاً او متلعثماً، ويخرج منتظراً إتصالاً هاتفياً يدعوه للحضور لإستلام العمل، ويطول الإنتظار بلا فائدة، ويتكرر الموقف مرات عديدة، وبعدها نلقي باللوم علي المجتمع وتصنيفه، وتمييزه للبعض دون الآخر، وهنا اضع علامات الإستفهام والتعجب؟؟؟!!! العيب في من؟ نحن أم المجتمع؟ وهنا تبرز خطورة الخلط في المفاهيم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فكما علمنا الآباء القديسين أن الفرق بين الفضيلة والرذلة هو خيطاً رفيعاً جداً، الا وهو الإفراز. فحينما سؤل الأنبا أنطونيوس الكبير أب الرهبان ما هي أعظم الفضائل؟ أجاب وقال الإفراز. فبالحقيقة أية فضيلة بدون الإفراز من السهل جداً أن تتحول إلي رزيلة. فيوجد فرق واضح بين إنكار الذات وإنعدام الشخصية. ولا يوجد أي تعارض بين معرفة إمكانياتي التي خلقني الله بها والملكات التي ميزني بها عن غيري وبين الإتضاع. وهذا ما نحن في حاجة إلي فهمه فهما جيداً لكي نكون أناس ناجحين. ومن هنا فأنا أتفق مع الأستاذ فهيم غالي كامل الإتفاق، ولذلك أعيد كتابة ما كتبه وأزيد عليه ما هو جديد في مجتمعنا الكنسي الحالي أو تربيتنا الحالية بعد مرور ما يقرب من 80 سنة والوضع كما هو بل ويزداد سوءًا. (إني أعلم جيدًا ان هذه الكلمات قد تغضب مَنْ يتبنى هذه الأفكار ويُصر على تعليمها وغرسها في ذهن أولادنا، ولكن لكل شخص حرية التعبير عن فِكره ورأيه ما دام في إطار عدم التجريح والتشهير بأشخاص بعينهم). - ونحن الاثنين "الكاتب الحديث والكاتب القديم" نتفق في النقاط الآتية لزيادة الإيضاح: لماذا يتعثر الأقباط "أولادنا" في المجتمع الحاضر: 1- لانه تنقصهم روح التضحية... وماداموا لا يضحون فلن يكونوا شيئًا مذكورًا في الصعيد المحلي أو العالمي، وأريد أن أذكرك انك لا تتسرع في الحكم على الكلام وتأخذ الأمثلة القليلة جدًا جدًا الذين تفوقوا وبرعوا في مجالات عدة وتخطئ بها الكلام وتهاجمه، فأنا أتكلم عن القاعدة العريضة وليس على القلة القليلة، فكل مشروع خلا من التضحية فشل. 2- لأنه تنقصهم روح المثابرة والعزم... فنحن نتسم بالنَفَسْ القصير وكثرة الأحلام اثناء النوم او النظر نحو السماء، ونريد النجاح السريع دون التعب والمثابرة. 3- التناحر... وهو صفة ذميمة قد يتسم الكثيرين بها في كل المجالات والتخصصات أيًا كانت روحية أم مجتمعية أم عملية،" أنا وفقط، فكل شخص يريد أن يزعم الفخر لنفسه حبًا منه في الظهور والرياسة فيثبط كل منهم عمل الآخر، بل ويصير الأمر أن يسعى إلى إفشال الآخر، حتى يفوز هو بساحة النجاح والتألق والتفوق بمفرده. وهنا لا أقصد من الكلام فئة أعداء النجاح، فقد كتبت مقالاً سابقاً عن هؤلاء يُرجي الرجوع إليه. - فلماذا لا أنجح أنا وأنت؟ لماذا لا نتألَّق سويًا؟ لماذا لا نكمل بعضنا في دائرة النجاح لكي يكون المجتمع الكنسي والمدني ناجحًا في تكامل وتفاهم وتناغم رائع. - فالعلوم كثيرة للغاية ونِقاط البحث ليس لها نهاية والخدمات الروحية والكنسية متعددة، والمجالات العملية بحر من التخصصات والتفرعات.. - فلماذا نتناحر؟ ولماذا نتخاصم؟ ولماذا يلغي كل منا الآخر؟... ولماذا؟... ولماذا؟ "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ" (1 كو14: 33). "لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ" (يع 3: 16). 4- لأنهم في عملهم غير منظمين، والنظام هو أساس النجاح في أي شيء على وجه الأرض. - هذا الكون الفسيح الذي هو واحد من مجاميع من الأكوان الفضائية غير المصورة، ماذا يكون مصيره لولا النظام؟ - فانظر أيها الحبيب إلى أي مجتمع ناجح كبر أو صغر تجده يمشي على أُسس وقواعد منظمه يحترمها الصغير والكبير، وهنا أدعوك أن تقرأ ما قيل عن مملكة النمل في سفر الأمثال (أم30: 25)... لعل وعسى أن نتعلم من هذه الطائفة النظام والتقدم. 5- لأن كثيرًا منا لا يهمهم إلا أمر أنفسهم فقط وسواء لديهم صلحت الطائفة أم خربت، فالعجب اننا نركز جدًا في مدارس الأحد والتعليم الكنسي بصورة شمولية على إنكار الذات، ولكن نرى على النقيض في القدوة والمثال الأنانية والكبرياء والشموخ... (لا تضطرب أيها الحبيب من هذه الكلمات، فقد تكون صعبة وقاسية ولكن قد يكون لها فعل إيجابي وهو الإفاقة من الغفلة الروحية، وخلط المفاهيم، والمضي قُدمًا نحو النجاح.) |
||||
11 - 11 - 2021, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أقباط ناجحون
6- لأن تنقصهم الشجاعة بالعمل وبالمطالبة بما هو حق وواجب. بل وينقصنا الإيمان بأن علينا أن نسعى ونتعب بجد لأن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، ولعلنا نلاحظ إن عدد المحتاجين الحقيقيين ضاع وسط المحتالين الذين فضلوا الاستجداء ومد اليد وأخذ ما ليس لهم حق فيه، وطلب المساعدات بطريقة مستفزة في أفنية الكنائس وعلى أبوابها وفي الشوارع، فقد وجدوا ذلك أسهل وأوفر من أن يذهب للبحث عن عمل شاق يبذل فيه الجهد والعرق، فلماذا يفعل ذلك وأمامه طريق سهل وهو ابتزاز الآخرين بكل الطرق والكلام والقصص الكاذبة، فحصيلة اليوم ستكون أكثر مما يأخذه من تعبه وعرقه وجهده. - فالبعض المتواكل ينام في المنزل ويصلي من قلبه أن يبعث له الله وظيفة مريحة وبراتب مجزي وقريبة من البيت ولها وسيلة نقل مجانية. - والبعض الآخر يبحث ساعة أو يوم ويستسلم بسرعة ذاهبًا إلى الكنيسة وإلى الكاهن لطلب المساعدة لعدم توفيقه في إيجاد عمل. - هل بهذا الأسلوب تُبْنَى الشعوب والأوطان والكيانات والبيوت والمستقبل؟ - فقبل أن تأتي إليَّ بأسماء قبطية قليلة نجحت في مجالها لكي نخطأ بها هذا الكلام عليك أن تبحث في تاريخهم وكيف وصلوا إلى النجاح والتألق وسوف تجد في تاريخ كلًا منهم قصة كفاح وحرمان من النوم والراحة والملذات والمآكِل والمشارب المفضلة. سوف تجد كلًا منهم عاش فترات بلا أي مرتكزات معيشية يبني عليها المستقبل، فهم لم يولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب، أو من اُسر شديدة الثراء، أو من أصول عريقة من الناحية المالية، ولكنهم اجتهدوا وثابروا وحرموا أنفسهم من كل سُبل الملذة والرفاهية لكي يكَونوا مستقبل باهر وقد كان لهم بسبب شجاعتهم ومثابرتهم وكدهم وتعبهم. - فهل تفعل مثلما فعل هؤلاء لكي تأتي بهم كأمثلة لهدم هذه الكلمات؟! 7- لأن تنقصهم الثقة بأنفسهم أو قل انعدام الثقة عند البعض، فالخوف والتوتر والهزة النفسية قد تسيطر على البعض حتى تفقده مثابرته على المصاعب والضيقات وتؤدي به إلى الاستسلام للهزيمة والفشل الذريع. - ان الثقة بالنفس تمد الإنسان بالعزيمة والشجاعة والمثابرة، والمرء طالما يعتقد بعدالة مطالبه وبأحقيته فيها فلا توجد قوة على الأرض تثنيه عن عزمه والعدول عنه. - ان العزيمة هي أحد أُسُس النجاح لأن المعتقد القوي يحدث الإرادة القوية، فلا تقوى عليهم إرادة ضعيفة. 8- لأن يوجد بعض المُثبطين والمُحبطين الذين ينطبق عليهم قول السيد المسيح "لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ." (مت 23: 13). - لأنك تشعر في هؤلاء ان كل دورهم في الحياة هو تحطيم الآمال، وتثبيط الهمم، وتعجيز النشطاء، وتكسير الأيدي العاملة، والأرجل الساعية نحو التفوق والنجاح، يسعدون بفشل غيرهم، ويبهتجون بإحباط غيرهم. كل ذلك ينعكس على حياتنا المجتمعية (علمية، عملية، كنسية، دراسية، أسرية، ....). - فاحذر أيها الحبيب أن تكون أحد هؤلاء. 9- لأن البعض منا (من هؤلاء المعرقلون للنجاح والتفوق) يُحجم عن العمل للإصلاح وعنده الرغبة القوية والفكر المستنير والخبرة الناضجة والعلم الغزير ولكنهم لا يتقدمون ولا يفعلون لكي ينجوا بأنفسهم من كلام الناس المنتقدين وغير المقدرين، قائلين انهم جماعة للنقد وتهدم من يعمل ويسعى. - هؤلاء المحجبون ساكتين ليس حياءًا منهم ولا رغبة في عدم الظهور ولكن ليستريحوا من مشاكل هم في غنى عنها، ويأخذ جانبًا ويكتفي بما حققه لنفسه ويقول داخله: إنني أمضي باقي أيام عمري في سلام وهدوء بعيدًا عن النقد والتجريح أو قُل بعيدًا عن حلبة المنافسة وإثبات القدرات والكفاءات، وبمرور الوقت يخلو المجتمع من الكفاءات والكوادر التي أعطاها الله وزنات لم تستثمرها، بل قد يتشابه بمن أخذ الوزنة وطمرها في التراب خوفًا عليها. 10- خطورة الخلط في المفاهيم عند البعض، فالتواضع لا يتعارض مع النجاح والتألق، كما ذكرنا سابقاً، والركض في طريق الجعالة لا يتعارض مع المبادئ الروحية، وإنكار الذات ومراقبتها ووضعها في الإطار الروحي السليم لا يتعارض مع توظيف الملكات التي خلقني الله بها توظيفًا حسنًا. - وان إجتهاد الإنسان وبذله وتضحيته ومثابرته لا يتعارض مع حياة التسليم والاتكال على الله. فهل التسليم والاتكال على الله يؤدي بي ان أجلس في بيتي وأقول ان الذي يعول الطيور قادر أن يعولني؟ هو قادر فعلًا، ولكن قد ميزني عن طيور السماء بالعقل والبصيرة والحكمة والنطق والنشاط وأجهزة جسم قوية.... - فحتى الطيور التي يعولها الله نراها تطير وتجمع بمنقارها الحبوب وتذهب بها إلى صغارها لتطعمها في فمها. - وهذه السلبيات السابقة هي أسباب رئيسية تتسبب في عدم نجاحنا مجتمعيًا وعلميًا و.... لعل يأتي الوقت لنقف وقفة حاسمة مع أنفسنا لنرمم الثغر ونقف على أقدامنا وننتبه إلى حياتنا ومستقبلنا، ونرسخ في أذهان أولادنا تعليمًا صحيحًا من خلاله يستطيعون تحدي الصعاب، والقفز فوق الحواجز والموانع لكي نسعى نحو الهدف ونركض لكي نأخذ الجعالة. |
||||
12 - 11 - 2021, 10:34 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أقباط ناجحون
رووووووووووعة ربنا يفرح قلبك |
||||
|