05 - 11 - 2021, 03:39 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
سؤال، في ذهني، بشأنه، كان يشغلني: لِمَ كان يأبى إلاّ أن يهتمّ بحاجات النّاس بنفسه لا بالتّوكيل؟ فلو جاءه مريض، مثلاً، بحاجة إلى مستشفى، فإنّه كان يأخذه، شخصيًّا، بسيّارته، ولا يخليه إلاّ بعدما يقضي له حاجته بالكامل!. أهذا سوء إدارة وتدبير أم شيء آخر؟ طرحت التّسآل على محدّثي فردّ عليّ بجواب جميل!. ما كان يشاء، قال، أن يعامِل أحدًا إلاّ بالاهتمام والإكرام الكاملَين إنفاذًا للقول الإلهيّ: كلّ ما تريدون أن يفعل النّاس بكم، هذا افعلوه أنتم، أيضًا، بهم. وكذا، الحقّ، أقول لكم بما أنّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصّغار فبي فعلتموه!. هذا جعله، لا فقط يقيس الآخرين على نفسه، بل يماهي الآخرين بمسيح الرّبّ!. لا بالكلام بل بالتّعب الدّؤوب على تحقيقه!.
على هذا، كان المتروبوليت المبارَك في حركة لا تتوقّف. سائقان، لا واحد، كانا يُقلاّنه، قبل الظّهر وبعده، إلى اللّيل، في كلّ الاتّجاهات!. مَن يتصوّر راعيًا يغطّي عكار برمّتها، يحضر كلَّ جنازة فيها، أو أقلّه يعزّي مَن تعذّر عليه الصّلاة على الرّاقدين، من ذويهم؟
* * *
الأرشمندريت توما (بيطار)،
رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
|