كان جدعون مثلنا مملوءًا من «إِذَا»، و«لِمَاذَا؟»، هذه الكلمات الصغيرة، ولكنها الكبيرة جدًا عند عدم الإيمان. الإيمان لا يقول مطلقاً «إِذَا»، أو «لِمَاذَا؟». إنه يصدق ما يقوله الله، لأنه هو يقوله. ويرتاح في هدوء حلو على كل كلمة تخرج من فم الله. عدم الإيمان ينظر للظروف ويستنتج منها. الإيمان ينظر إلى الله ويستطلع منه، ومن هنا يأتي الفرق الشاسع بين النتيجتين. جدعون، إذ كان يحكم بحسب ما تمليه عليه الظروف المحيطة به، استنتج أن يهوه قد ترك شعبه. ومجرد الإيمان البسيط كان يمكن أن يقوده إلى أن يرى ويعرف ويتذكر أن يهوه يبقى دائمًا صادقًا في وعده لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، ولو أنه من الممكن في معاملاته القضائية أن يُحوِّل وجهه عن ذريتهم العاصية. الإيمان يُعَوِّل دائمًا على الله، والله تبارك اسمه يُكرِم الإيمان على الدوام.