|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ ... إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ» ( راعوث 1: 16 ، 17) لا شك أن اختبار رَاعُوث يُعتبر برهانًا على نعمة الله الفائقة؛ لأن النعمة هي الطريق الوحيد لخلاص الخطاة ( أف 2: 8 -10). لقد كان كل شيء بداخلها وحولها، يُمثل عوائق لإيمانها، ولكن بالرغم من ذلك وثقت في إله إسرائيل. ولقد كانت خلفيتها أيضًا ضدها، لأنها كانت من موآب، حيث يُعبَد الإله كموش ( عد 21: 29 ؛ 1مل11: 7، 33)، الذي كانت تُقدَّم له ذبائح بشرية ( 2مل 3: 26 ، 27)، كما كان لا يضع قيودًا على الزنا (عد25). ولقد كانت ظروفها أيضًا تعمل ضدها، وكان من المتوقع أن تجعلها تشعر بالمرارة تجاه إله إسرائيل؛ فقد مات حموها أولاً، ثم تبعه زوجها وأخوه، وتُركت كأرمله بلا أي دعم. فإذا كان هذا هو الأسلوب الذي يتعامل به يهوه مع شعبه، فلماذا تتبعه؟! وحتى نٍُعْمِي كانت ضدها؛ فقد ألحت عليها أن تعود إلى بيت أبيها وآلهتها في موآب. فعندما مات أَلِيمَالِكُ وَمَحْلُونُ أصبحت رَاعُوثُ تلقائيًا تحت وصاية حماتها، وكان عليها أن تخضع لما تنصحها به. لكن الله تدخَّل، وبنعمته أنقذ رَاعُوثُ، بالرغم من كل هذه المعوقات «لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ - خَلَّصَنَا» ( تي 3: 5 )، «فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ» ( مي 7: 18 )، وأحيانًا يُظهِر رحمته لأقل الناس احتمالاً أن يتمتعوا بهذه الرحمة، وفي أقل الأماكن توقعًا لوجودها! هذه هي نعمة الله الفائقة. . |
|