رجل صلاة:
الكرازة هي انسكاب القلب بالحب أمام الله والناس، أمام الله العامل وحده في النفس لكي يخلصها ويمجدها، وأمام الناس بالوداعة والاتضاع لكي يتقبلوا الكلمة.
بهذا الروح كان القديس يوحنا كارزًا مصليًا، يؤمن بالصلاة كحجر الزاوية في كل عمل رعوي، لا يكف عن أن يطلب عن شعبه، ويطلب منهم أن يطلبوا عنه وعن انتشار الكلمة...
يقول: "من دعته الضرورة أن يكون سفيرًا عن مدينة بأسرها -ولا أقول عن مدينة فحسب بل عن العالم أجمع- يضرع إلى الله كي يصفح عن خطايا الجميع، ليس فقط الأحياء منهم بل والراقدين أيضًا، فأي نوع من الرجال ينبغي أن يكون؟!...
فالكاهن، لأنه أؤتمن على العالم كله وصار أبًا لجميع الناس، يتقدم إلى الله متوسلًا في الصلوات الخاصة والعامة من أجل رفع الحروب في كل مكان وإخماد الاضطرابات ملتمسًا السلام والهدوء لكل نفس والشفاء للمرضى(119)...".
"الرب قادر أن يحول هذا الأسد إلى حمل وديع...
صلوات جماعتنا تنفعنا كثيرًا إن كانت صادرة عن قلوب خاشعة! (120)".