|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ( 1يو 1: 9 ) إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ( 1يو 1: 9 ) ما من مؤمن اختبر الحياة الجديدة في المسيح، إلا ويكتشف أنه يحمل بين جنبيه الطبيعة الساقطة الموروثة، أو ما يسميه الكتاب بالجسد ( رو 8: 13 ). وهذا الجسد يُعَدْ عُنصراً نشطاً وفعالاً في سقوطنا، فما هو العلاج في حالة الوقوع في إحدى سقطات هذا الجسد؟ لقد أعد الله الذي يعلم كل شيء من البداية، ما هو لازم لمثل هذه الحالات، ألا وهو دم المسيح ( 1يو 1: 7 ) بل وكفارة المسيح الآن ( 1يو 2: 2 ). فعمل الروح القدس هو أن يقودنا لإدراك علاج الله كما هو مُعلن في الكلمة وذلك لتشجيع قلوبنا لكي نقترب للآب على أساس هذا الوعد، فالآب أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا. ففي مسألة الغفران الأبوي الذي من نصيب المؤمن، يكون الإيمان بالوعد الإلهي بالغفران هو الأساس. فقد يُصاحب الاعتراف بعض المشاعر والأحاسيس بالضيق والندم، أو بعض الدموع التي تُذرف في تذلل. فو إن كانت هذه بعض المظاهر لإدانة الذات في حضرة الله، إلا أن الأساس سيظل هو الوعد. كما أننا على جانب آخر نجد أن الاعتراف يعطي للمؤمن أن يتمتع بالغفران الأبوي الذي لا يعني فقط الصفح عن الخطأ، بل إنه يصل لعمق القلب والضمير فيرفع ثقل الشعور بالذنب فيستريح الضمير من هذا الثقل. ولا شك أن للاستنارة الروحية في فهم تلك الحقائق الإلهية، تأثيرها الفعَّال في التمتع بالغفران المؤسس على أمانة الله لوعده، ومن ثمَّ أيضاً تقديره لقيمة وفاعلية دم المسيح الذي يُسرّ الآب أن يكرمه. كما ينبغي ألا ننسى أن الشيطان سيحاول أن يُعيق ذهابنا للآب بحُجة أنه لم يَعد يطيق اعترافات سبق أن رُددت مراراً وتكراراً بسبب هذه السقطة أو تلك، وذلك لكي يُصيبنا بالشك في صدق كلمة الله ووعده المنزه عن الكذب. ولذا فعلينا أن ندرك أن أبانا المُحب يجد سروره في تلك النفس التي برهنت بمجيئها إليه، معترفة وواثقة في نعمته الغافرة، أنها لم تُسقط الله من حساباتها بعد، وبذلك يمكن لتلك النفس أن تستمتع في محضر الآب بسمو محبته ونعمته إذ تحظى بالغفران في محضره - الغفران الذي يُمسك به الإيمان حسب الوعد، فتردد القول مع النبي "مَنْ هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه... فإنه يُسرّ بالرأفة" ( مي 7: 18 ). |
|