|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلما ثابت إلى رشدها أضحت كلّية في توبتها، كاملة في استيعاب رحمة ربّها. عبّت رضى ربّها إلى الملء. أفرغت نفسها وعشقته إلى الذروة. كل خاطئ طاقة قداسة هائلة بنعمة المعمودية المبثوثة فيه. القدّيسون الكبار هم الخطأة الكبار متى استيقظوا. “استيقظ أيّها النائم ليضيء لك المسيح”! يا ليتنا أجمعين، وكلّنا خاطئ، نعي أنّه كلّما نأى أحدنا عن ربّه كلّما كان ربّه إليه أدنى. الحبّ يجعلك إلى الموجوع أدنى. لا يغادرك ربُّك البتّة. أنت تغادره كل يوم. أما هو فيعرف أن ينتظرك. يأتيك ولو من ثقب الإبرة. أنت لا تحتاج إلى أعمال صالحة كثيرة ليأتي ربّك إليك. تحتاج إلى صرخة، ولكن من الأعماق. والربّ الإله يسمع صوت الذين لا صوت لهم. “اذكرني يا ربّ متى أتيت في ملكوتك”. “اليوم تكون معي في الفردوس”. بالقليل وبالكثير يريدك ربّك أن تخلص. المهم ألا تيأس. المهم أن تصحو. الابن الشاطر عاد إلى أبيه بأسمال، برائحة الخنازير، فألبسه أبوه الحلّة الأولى وجعل خاتماً في إصبعه وذبح له العجل المسمّن. اليوم هو الأحد الأخير من الصوم الكبير، أحد القدّيسة مريم المصرية، لتبقى على الرجاء. لا تحتاج إلى الكثير لتدخل إلى فرح ربّك، لتكون لك بطاقة دعوة إلى قيامة السيّد. دمعة تكفيك! حسرة في القلب! تنهّد من الأعماق! المهم ألا تبقى خارجاً. دونك الأبواب مشرّعة وسيّدك في انتظارك! لن يبدأ الحفل من دونك. كلّهم في انتظارك! ألم تسمع ما قاله سيّدك “إنّه يكون في السماء فرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة”! تعالَ يا أُخيَّ لأنّه لن تكون لي قيامة حقّ من دونك، قال السيّد! الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة التائبة مريم | توبتها |
عظمة نينوى في توبتها |
+++ روعة النفس وسرّ توبتها +++ |
أمثلة لم تؤجل توبتها |
المرأة السامرية ما مظهر توبتها؟ |