الخروج من الذات:
إلى الآخر، عطاءً وخدمةً، أحد منابع الفرح. والرب نفسه قال إنه: "مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأَخْذ" (أع 20: 35). فالأنانية حزن وهمّ وخوف وقلق وفقر إنساني وحرمان من الاتحاد مع الله. بينما الخروج إلى رحابة حب الله والقريب وخدمة الفقير واليتيم والغريب والضيف والسجين والمسنّ والمريض والمُعاق، وضحايا الحروب والمجاعات واضطرابات الطبيعة، هو الطريق إلى إسعاد هؤلاء وتخفيف ويلاتهم، فيأتي الفرح في الحال كمكافأة لا تُقدَّر بثمن. ويا كلَّ منطوٍّ على ذاته، يحبها ولا يهتم بغيرها، تقدَّم إلى الآخرين ومِدّ يدك إليهم واغترف من غِنَى فرح وسلام لم تعرفه في حياتك الفقيرة الأولى. ويا كلَّ حريصٍ على ماله، مغرور به، خائف من فَقْده، ضنين به على المحتاجين؛ جرِّب غبطة العطاء وإسعاد الآخرين بما لا تملكه في الحقيقة وإنما هو عطية الله كي تستثمرها في خدمة المسيح وإخوته الأصاغر كما دعاهم (مت 25: 40و45). وبدل أن يصبح مالك باباً للشرور، خانقاً للكلمة، ملتصقاً بالموت؛ اجعله باباً للدخول إلى فرح السيِّد الأبدي.