|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن مِثلُ الرب إِلهِنَا؟ «مَن مِثلُ الرَّبِّ إِلَهِنا السَّاكِنِ في الأعَالِي؟ الناظِرِ الأسَافِلَ في السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ» ( مزمور 113: 5 ، 6) «الرَّبِّ إِلَهِنا ... النَّاظر الأَسافِلَ في السَّمَاواتِ وفِي الأَرضِ»؛ تأتي هذه العبارة في ترجمة داربي هكذا: ”المُطِلُّ مِن عَليائهِ إِلَى أَسفلَ لِيرَى السَّماواتِ والأَرض“، وهذا ما أدهش المُرنم، ليتساءل بتعجب. ولكن الأعجب هو إعلان العهد الجديد عن الرب يسوع: «الذي إذ كانَ فِي صُورَة اللهِ، لَم يَحسِب خُلسَةً أَن يكُونَ مُعَادلاً للهِ. لكنهُ أَخلى نفسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبدٍ، صَائِرًا فِي شبه الناس. وإذ وُجِدَ فِي الهَيئةِ كَإِنسَانٍ، وضعَ نفسَهُ وأطَاع حتى الموت موتَ الصَّليبِ» ( في 2: 6 -8). ثم يُحدِّثنا مُرنم مزمور 113 أيضًا عن قلب الرب إلهنا، فإن ما يستميله هو المتضع القلب والمسكين بالروح «المُقيمِ المَسكينَ مِنَ التُّرابِ، الرَّافعِ البَائسَ من المَزبَلَةِ، لِيُجلِسَهُ معَ أَشرَافٍ، معَ أَشرافِ شعبهِ» (ع7، 8). أَوَ ليس هذا ما يؤكده لنا إشعياء: «لأَنَّهُ هكذا قالَ العَلِيُّ المُرتَفِعُ، سَاكنُ الأَبَدِ، القُدُّوسُ اسمُهُ: فِي المَوضِعِ المُرتَفِعِ المُقَدَّسِ أَسكُنُ، ومعَ المُنسَحقِ والمُتواضِعِ الرُّوحِ، لأُحييَ رُوحَ المُتوَاضعِينَ، ولأُحييَ قلبَ المُنسَحِقينَ» ( إش 57: 15 ). لا يوجد شيء لا يطيقه الرب مثل كبرياء القلب، ولا يوجد ما يجذبه للنفس مثل الشعور بالمسكَنة «طُوبَى للمسَاكينِ بالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُم ملَكوتَ السَّمَاواتِ» ( مت 5: 3 ). ويصف المُرنم معاملات الرب العجيبة: «المُقيمِ المَسكينَ مِنَ التُّرابِ، الرَّافعِ البَائِسَ من المَزبَلَةِ، لِيُجلِسَهُ مع أَشرافٍ، مع أَشرافِ شَعبهِ. المُسكِنِ العَاقِرَ فِي بَيتٍ، أُمَّ أَولادٍ فرحَانةً!» (ع7-9). ويا لروعة نعمة الرب العظيمة! يا لغناها! يا لسموها! وكيف وصلت هذه النعمة إلى كل المؤمنين؟! أ لم نكن قبلا في التُّراب، بل في المَزابل من الناحية الأدبية «لاَ تَضِلُّوا: لا زُنَاةٌ ولا عبَدَةُ أَوثَانٍ ولا فَاسِقُونَ ولا مَأبونونَ ..، ولا سَارِقون ولاَ طَمَّاعُونَ .. ولا شَتَّامُونَ ولا خَاطِفُونَ يَرثُونَ ملَكُوتَ اللهِ. وهكذَا كانَ أُنَاسٌ مِنكُم. لكِنِ اغتسَلتُم بل تقَدَّستُم بل تبَرَّرتُم باسمِ الرَّبِّ يسوعَ وبِرُوحِ إِلَهِنا» ( 1كو 6: 9 -11). لكننا نرى أيضًا معاملات الرب مع النفوس المنسحقة «المُقِيمِ المَسكِينَ مِنَ التُّرابِ، الرَّافِعِ البائِسَ مِنَ المَزبلَةِ». هكذا كانت حَنَّة أُم صموئيل؛ امرأة حزينة الروح، سكبَت نفسها أمام الرب، فأقامها الرب من التراب، ورفع رأسها، وأعطاها صموئيل، فترنمت قائلة: «الرَّبُّ .. يُقِيمُ المسكينَ منَ التُّرابِ. يَرفعُ الفقيرَ مِنَ المَزبلَةِ للجلُوسِ معَ الشُّـرفَاءِ ويُملِّكهُم كُرسيَّ المجدِ» ( 1صم 2: 7 ، 8). ليتنا نتعلَّم طرق الرب، بل وقلب الرب. |
|