|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أجابهم يسوع: أليس إني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟" صحح السيد المسيح حديث القديس بطرس معلنًا أنه وهو الذي اختارهم تلاميذ له يعلم أنه يوجد بينهم شخص قَبِلَ أن يكون أداة في يد الشيطان القتال منذ البدء، والذي لا يعرف الحب بل البغضة والخيانة. *اسأله لماذا اختار يهوذا الخائن؟ لماذا عهد إليه بالخزانة مع معرفته أنه لص؟ هل أخبرك بالسبب؟ اللَّه يحكم حسب الحاضر لا حسب المستقبل. إنه لا يستخدم سابق معرفته ليدين إنسانًا مع معرفته أنه فيما بعد يفعل ما لا يسره. لكنه في صلاحه ورحمته التي لا يُنطق بها يختار إنسانًا يعرف أنه إلى حين هو صالح، لكنه سيتحول إلى الشر، مقدمًا له فرصة التغيير والتوبة. هذا ما يعنيه الرسول بقوله: "غير عالم أن لطف اللَّه إنما يقتادك إلى التوبة؛ ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة اللَّه العادلة، الذي سيجازي كل واحدٍ حسب أعماله" (رو4:2-6). آدم لم يخطئ لأن اللَّه سبق فعرف أنه سيفعل هكذا. اللَّه بكونه اللَّه سبق فعرف ما سيفعله آدم بكامل حرية إرادته. القديس جيروم *إنه يظهر أن الذين ينسحبون من المسيح يهلكون بخطأهم، أما الكنيسة التي تؤمن به والتي تتمسك بما تعلمته مرة فلن تنسحب منه نهائيًا. والذين يبقون في بيت الله هم الكنيسة. الشهيد كبريانوس *بتوبيخه يوقظ فيهم الصحوة، ويجعل كل واحدٍ منهم أكثر ثباتًا بالنسبة لنفسه. لأنه لم يقل بعد بصراحة من الذي سيخونه، بل يلقي بنير الإثم على واحدٍ وحده دون تحديد، فيضعهم جميعًا أمام التحدي، ويدعوهم إلى مزيد من الاهتمام والحذر، إذ يرتعد كل واحدٍ منهم خشية خسارة نفسه. *دعا الذي يفعل إرادة الشيطان "شيطانًا"، وهذا حق لأنه كما أن "من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17)، فالعكس صحيح أيضًا. القديس كيرلس الكبير *لاحظوا حكمته، فإنه لم يعلن عن الخائن (لم يذكر اسمه)، ومع هذا لم يجعله مخفيَا، فمن جانب لا يفقد كل حيائه ويصير محتقرا، ومن الجانب الآخر لئلا يظن أن أمره غير مدرك فيمارس شره بلا خوف. لهذا كان السيد يوبخه بوضوح تدريجيا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|